شهد الشارع السوداني حالة من التوتر، يوم الخميس،  عقب مقتل 9 محتجين وإصابة المئات بالرصاص الحي والغاز المسيل للدموع، عندما تصدت قوات الأمن للمتظاهرين المطالبين بحكم مدني في البلاد.

وخرج عشرات الآلاف من المحتجين السودانيين في أكثر من 30 مدينة من مدن البلاد، ورفع الغاضبون شعارات تطالب بالحكم المدني وإبعاد الجيش عن الشأن السياسي.

وبحسب مراسل "سكاي نيوز عربية"، فقد سقط سبعة قتلى في العاصمة الخرطوم، بينما لقي شخصان مصرعهما في مدينة ود مدني، وسط البلاد.

مظاهرات حاشدة في الخرطوم تطالب بالمدنية

 ومنذ ساعات الصباح الأولى، قطعت السلطات شبكات الإنترنت والاتصالات قبل أن تعود عند الثامنة مساءا بالتوقيت المحلي؛ وأغلقت الجسور الرئيسية الرابطة بين مدن العاصمة الثلاثة؛ الخرطوم وأم درمان والخرطوم بحري؛ وسط انتشار أمني مكثف، خصوصا في الطرقات الرئيسية المؤدية إلى القصر الرئاسي والقيادة العامة في وسط الخرطوم.

وتوالت التطورات فيما حذرت الأمم المتحدة وبلدان الاتحاد الأوربي وكندا والولايات المتحدة، السلطات السودانية من استخدام القوة المفرطة ضد المحتجين السلميين بعد مقتل متظاهر في الخامسة عشر من العمر بالرصاص الحي، الأربعاء، خلال محاولة قوات الأمن صد مسيرات خرجت في عدد من أحياء العاصمة.

أخبار ذات صلة

بذكرى "30 يونيو".. احتجاجات غاضبة في السودان

وفي بيان مشترك نشرته السفارة الأميركية بالخرطوم؛ قالت المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأميركية والنرويج وكندا وسويسرا، اليابان وكوريا الجنوبية؛ إنه يجب على السلطات السودانية أن تنأى عن استخدام العنف المفرط والسماح للسودانيين بالاحتجاج السلمي دون خوف والالتزام بحماية المدنيين حتى لا يُزهق المزيد من الأرواح.

احتجاج حكومي

واستدعت الخارجية السودانية، الأربعاء، فولكر بيرتس، الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ورئيس بعثة "يونيتامس" المختصة بدعم الانتقال السياسي في السودان؛ مشيرة إلى استياء وعدم رضا حكومة السودان تجاه التصريحات الإعلامية التي صدرت منه والتي طالب فيها بعدم استخدام العنف المفرط ضد المحتجين؛ لكن متحدثا باسم يونيتامس أكد لموقع "سكاي نيوز عربية" أن حماية المدنيين من أهم المهام الموكلة إلى البعثة.

أخبار ذات صلة

السودان.. 5 قتلى في مظاهرات 30 يونيو

ورفع المحتجون شعارات تطالب بالحكم المدني الكامل وتحقيق العدالة للمئات من الذين قتلوا في فض الاعتصام أمام القيادة العامة للجيش في الخرطوم في الثالث من يونيو 2019، أي بعد أقل من شهرين من الإطاحة بنظام عمر البشير في أبريل من العام نفسه؛ إضافة إلى 107 في الاحتجاجات المستمرة منذ نحو 8 أشهر رفضا للإجراءات التي اتخذها قائد الجيش عبدالفتاح البرهان في الخامس والعشرين من أكتوبر 2021.

وفي سياق متصل؛ دعا أعضاء كبار في لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس الأميركي الجيش السوداني إلى تسليم السلطة للمدنيين.