يواصل الطلبة المغاربة العائدون من أوكرانيا انتظار إدماجهم في الجامعات المغربية، رغم مرور 4 أشهر على رجوعهم إلى البلاد، لكن مصيرهم لا يزال مجهولا، بسبب عدم إيجاد حل لمأزقهم حتى الآن.
ويثير قرار تسجيل هؤلاء الطلبة بالجامعات والمعاهد المغربية عبر منصة إلكترونية جدلا كبيرا في صفوف الطلبة أنفسهم وأولياء أمورهم وعائلاتهم الذين اتحدوا، الثلاثاء، ونظموا وقفة احتجاجية أمام مقر وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار بالرباط، احتجاجا على قرار يقضي بإجراء مباريات الإدماج (مسابقات) المقررة بعد عيد الأضحى.
أولياء الأمور يتحدون
وشارك في الوقفة الاحتجاجية كل من خلية إدماج الطلبة العائدين من أوكرانيا، والتنسيقية الوطنية للطلبة العائدين من وكرانيا، والجمعية الوطنية لإدماج الطلبة العائدين من أوكرانيا، فيما رفعت لافتات تتضمن شعارات منددة بقرار إجراء الامتحانات وتقليص المستوى الدراسي بسنة كشرط للإدماج.
وقالت ليلى، وهي أم طالب عائد من أوكرانيا، إن "الوقفة التصعيدية جاءت ردا على تصريح وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، الذي أعلن من خلاله عن مباريات الإدماج التي ستجرى مباشرة بعد عيد الأضحى، دون الإفصاح عن طبيعة هذه الامتحانات وعن اللغة التي سيمتحن فيها الطلبة، خاصة في ظل ضيق الوقت".
واسترسلت الأم بنبرة حزينة: "الطلبة يرفضون هذه الامتحانات، لأنها تبقى حلا جزئيا للعديد من الحلول الممكنة لغلق هذا الملف".
وأشارت أم الطالب، في حديث مع موقع "سكاي نيوز عربية"، على هامش الوقفة الاحتجاجية، إلى أن "الحلول التي اقترحها الوزير لا ترضي الطلبة وأولياء أمورهم، خاصة أن هناك طلبة أضحوا في السنة النهائية".
السنة البيضاء
كما عبرت الأم ليلى عن استغرابها إعلان وزير التعليم العالي هذه السنة "بيضاء" (أي غير محسوبة)، قائلة: "إن هذا الأمر غير مناسب، وإجحاف بحق الطلبة الذين واصلوا تعليمهم عن بعد مع الجامعات الأوكرانية، وبحق آخرين في فترة امتحانات، في حين ينتظر آخرون الحصول على شهاداتهم من الجامعات في أوكرانيا".
وشددت الأم على "ضرورة التنسيق بين وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، من أجل إيجاد حلول لطلبة أوكرانيا، وطلبة الطب الذين يدرسون في المغرب، بهدف ضمان الجودة في الطب والحفاظ على الكفاءات المغربية للعمل في بلدها"، داعية إلى "العدول عن قرار الامتحان بعد عيد الأضحى".
من جانبه، قال محمد، وهو أب طالبة عائدة من أوكرانيا: "الوقفة الاحتجاجية التي وحدت طلبة أوكرانيا وأولياء أمورهم تأتي من أجل تذكير وزير التعليم العالي بوعد قدمه بتاريخ 4 مارس من السنة الجارية، مفاده أنه سيعمل على إدماج الطلبة بالجامعات والمعاهد المغربية، وهذا الأمر شجع الطلبة على العودة إلى المغرب".
وأضاف لموقع "سكاي نيوز عربية": "على وزير التعليم العالي أن يفي بوعده ويدمج الطلبة في الجامعات والمعاهد، دون تقييدهم بشرط اجتياز مباراة الولوج".
وفي المنحى نفسه، أكد طويل، وهو أب طالب عائد من أوكرانيا، وعضو لجنة خلية إدماج الطلبة العائدين من أوكرانيا، لموقع "سكاي نيوز عربية"، أنه "يرفض قرار إجراء مباريات الإدماج"، معتبرا أنه "مجحف في حق الطلبة".
مطالب بالحوار
واستغرب طويل أيضا من اعتبار الوزير السنة الدراسية الحالية "سنة بيضاء"، قائلا: "تم الإعلان عن ذلك فيما يواصل الطلبة دراستهم عن بعد، وآخرون ينتظرون الحصول على الشهادات".
ورأى الرجل أن "أولياء أمور الطلبة ما زالوا يطالبون بالحوار مع الوزارة الوصية، لأن بعض الطلبة لا يريدون الإدماج في المغرب، ويفضلون استكمال دراستهم بالخارج، سواء عن بعد بالجامعات الأوكرانية، أو في الدول المجاورة".
وقال ممثل تنسيقية الطلبة المغاربة العائدين من أوكرانيا، أمين شباني، لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن "الدراسة في ألمانيا والمجر وبلغاريا مكلفة ماديا، حيث سيتطلب الأمر من الآباء إنفاق مبالغ باهظة".
وأضاف شباني، أنه "ما زال لدى الطلبة أمل في عدول الوزارة عن قرار إجراء المباراة كشرط لولوج المعاهد والجامعات".
يذكر أن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار تنظر في مصير 4885 طالبا مسجلين في منصة إلكترونية سابقة، من بينهم 3744، بنسبة 77 بالمئة، يتابعون دراستهم في تخصصات الطب والصيدلة وطب الأسنان، و220 طالبا في طور التخصص.
ومن أجل استشراف الحلول الممكنة لمعالجة مشكلة إدماج الطلبة، تحدث وزير التعليم في البرلمان المغربي في وقت سابق، عن إجراء اتصالات مع الهيئات الدبلوماسية لبعض "الدول الصديقة" في أوروبا الشرقية، التي بها نظام تعليمي مماثل لنظيره في أوكرانيا، مثل رومانيا وهنغاريا وبلغاريا، ودراسة إمكانيات استقبال الطلبة المغاربة في مؤسسات التعليم العالي بهذه البلدان.