عاودت "الذئاب المنفردة" عملياتها داخل تونس من جديد في محاولة لاستهداف أحد المقرات الحساسة في العاصمة، بعد فترة من الخمول أرجعها محللون إلى الوضع السياسي في البلاد، وسط تحذيرات من أن تتسع العمليات خلال الفترة المقبلة ضمن محاولات إفشال الخطوات السياسية للرئيس.
وكشفت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الداخلية التونسية فصيلة الخليفي، عن ورود معلومات مؤكدة تثبت وجود مخططات لاستهداف حياة الرئيس قيس سعيّد، إضافة إلى إحباط مخطط إرهابي وتوقيف عنصر "ذئب منفرد" كان سيقوم بتنفيذ العملية أمام أحد المقرات الحساسة في تونس العاصمة.
وتأتي الواقعة قبل نحو شهر من الاستفتاء المقرر في 25 يوليو المقبل ضمن خارطة طريق وضعها سعيّد يوم 13 ديسمبر الماضي، ترسم مستقبلا جديدا للبلاد بعد قرارات 25 يوليو التي شملت تجميد عمل البرلمان والحكومة.
ما سر العودة؟
وحول أسباب عودة "الذئاب المنفردة"، قال الصحفي التونسي جمال بن عمر، إن "البلاد تمر بفترة عصيبة مع قرب الاستفتاء على الدستور الذي سيكتب نهاية حقبة الإخوان فعليا، ويجب على السلطات أن تكون على أهبة الاستعداد لردات فعل غادرة من التنظيمات الإرهابية لإفشال الخطوات السياسية للرئيس".
وأضاف بن عمر لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن "إعلان وزارة الداخلية عن مخطط لاستهداف رئيس البلاد يأتي في توقيت بالغ الأهمية من عمر البلاد. يحاولون جر تونس نحو العنف وضرب الإصلاحات السياسية ونشر الفوضى".
وأشار إلى أن "إزاحة منسوبي الإخوان في الوزارات السيادية أزعجت الإخوان خاصة مع فتح ملفاتهم والانطلاق في المحاسبة، ومع زيادة الضغط عليهم ستزداد مساعي إرباك الأوضاع".
وأوضح الصحفي أن "خطر الإرهاب لم ينحسر تماما في تونس، وزادت حدته مع تداعيات زلزال 25 يوليو، ولن يكون مفاجئا إذا انفجرت النهضة من الداخل، وتشكلت تيارات متشددة رسميا من صلبها تدعو إلى العنف والخروج على الدولة وحمل السلاح"، داعيا إلى زيادة اليقظة لمنع تسلل الإرهابيين إلى البلاد.
ووفق مصادر أمنية فإن "ذئبا منفردا" حاول استهداف كنيس يهودي بشارع الحرية وسط العاصمة تونس، حيث حاول طعن عنصرين أمنيين كانا مرابطين أمام الكنيس اليهودي وهو أكبر كنيس في البلاد.
وأفادت بأن هذه العملية الإرهابية الفاشلة نفذها إرهابي، عند الساعة الثالثة فجرًا، مستخدمًا سلاحًا أبيض، أصاب به أمنيين، الأول بطعنة في الكتف، والآخر بطعنة في اليد.
خلية نسائية
وفي ضربة أمنية جديدة، كشفت وزارة الداخلية التونسية، السبت، عن اعتقال 8 نساء يشتبه في انضمامهن إلى تنظيم إرهابي، وحسب بيان لوزارة الداخلية التونسية فإن قوات تابعة إلى الأمن الوطني في قرطاج نجحت في القبض على النساء الثمانية بعد خلاف نشب بينهن بأحد أحياء الكرم الغربي، تحول لتراشق بمواد حارقة.
وكشفت الداخلية التونسية عن مداهمة القوات للمنزل وإيقاف سيدتين في المرحلة الأولى للعملية الأمنية، قبل اكتشاف غرفة سرية داخل المنزل بها 6 أخريات مطلوبات أمنيا.
وفي أغسطس الماضي، تمكنت السلطات الأمنية من إطاحة إرهابي خطط لاغتيال سعيّد خلال زيارة كان سيجريها لإحدى المدن الساحلية شرقي تونس، وهو تونسي الجنسية ينتمي إلى تنظيم "داعش"، وتسلل من ليبيا حيث تلقى تدريباته.
وفي يناير 2021، أعلنت الرئاسة التونسية عن مخطط لاستهداف سعيّد بـ"طرد مسموم" وصل إلى قصر قرطاج، وتسبب آنذاك في أصابه مديرة الديوان الرئاسي نادية عكاشة بوعكة صحية مؤقتة.