أعلنت الحكومة المحلية في محافظة السليمانية، شمالي العراق، الأحد، حالة طوارئ وتشكيل لجنة عليا لمواجهة وباء "الكوليرا"، بعد تسجيل 10 إصابات جديدة بالوباء في المحافظة.
وقال محافظ السليمانية، هفال أبو بكر، خلال مؤتمر صحفي عقده الأحد في المحافظة، إنه "بسبب تسجيل 10 حالات لوباء الكوليرا تقرر تشكيل عليا لمواجهة الوباء برئاستي، وعضوية صحة المحافظة ووزارة الصحة والصحة العالمية".
وأضاف أبو بكر، أن "صحة المحافظة عالجت خلال الايام الستة الماضية 4000 آلاف حالة، فيما يرقد 3965 حالة في مستشفيات المحافظة ويخضعون للعلاج"، مطالبا، "جميع المؤسسات الحكومية والمواطنين التعاون مع اللجنة العليا".
بدوره أكد مدير عام صحة محافظة السليمانية صباح هوراني، خلال المؤتمر، أنه "بعد ارسال 56 حالة مشتبه إصابتها بالكوليرا، وتسجيل 10 حالات مختبرية في مختبرات وزارة الصحة العراقية الاتحادية، طلبت الأخيرة إعلان حالة الطوارىء".
ووفق الجهات الصحية في المحافظة فقد تم تسجيل دخول أكثر من 4 آلاف حالة في غضون أقل من أسبوع واحد فقط، بمعدل نحو 700 إلى 800 حالة يوميا، حسب ما أعلن المتحدث باسم مديرية صحة السليمانية، سامان لطيف، لوسائل الإعلام.
ويعتبر خبراء صحيون ما يحدث من تسجيل مئات حالات الإصابة يوميا بالإسهال في السليمانية، علامة خطيرة على أن هذه الموجة الوبائية الحالية، تختلف في شدتها وحدتها هذا العام، عن المعتاد من تسجيل هكذا حالات مرتبطة عادة بتغيرات الطقس وحلول فصل الصيف.
وتعليقا على ذلك يقول الدكتور زامو بختيار، الخبير الصحي العراقي، في لقاء مع سكاي نيوز عربية: "مع الأسف الموجة هذه المرة حادة وواسعة فنحن نتحدث عن آلاف مؤلفة من الحالات، والعديد منها حالات خطرة ومعقدة ونجم عنها وفيات حتى، والمشكلة هي أنه رغم وجود المرض في العراق وتوطنه بشكل أو بآخر لكن لا حلول ولا معالجات استباقية لطفراته وموجاته شبه السنوية، حيث يتم انتظار وقوع الكارثة ومن ثم يتم اتخاذ بعض الإجراءات المتأخرة".
ويضيف: "لماذا مثلا يسمح أساسا بوجود بساتين لفلاحين يقومون بسقي مزروعاتهم بالمياه الثقيلة؟ علاوة على أن شح مياه الشرب وانقطاعها المتكرر خلال فصل الصيف خصوصا، واضطرار الأهالي لشراء المياه من الصهاريج والتي هي في الغالب ملوثة وتفتقر لأبسط معايير النظافة والسلامة بل وهي غير صالحة للاستهلاك البشري، فكل هذا يسهم بداهة في ظهور الكوليرا من جديد".
هذا ووفق منظمة الصحة العالمية فإن الكوليرا مرض شديد الفوعة إلى أقصى حد ويمكن أن يتسبب في الإصابة بإسهال مائي حاد، وهو يستغرق فترة تتراوح بين 12 ساعة و5 أيام لكي تظهر أعراضه على الشخص عقب تناوله أطعمة ملوثة أو شربه مياه ملوثة، وتصيب الكوليرا الأطفال والبالغين على حد سواء ويمكن أن تودي بحياتهم في غضون ساعات إن لم تُعالج.
ولا تظهر أعراض الإصابة بعدوى ضمات بكتيريا الكوليرا على معظم المصابين بها، رغم وجود البكتريا في برازهم لمدة تتراوح بين يوم واحد و10 أيام عقب الإصابة بعدواها، وبهذا تُطلق عائدة إلى البيئة ويمكن أن تصيب بعدواها أشخاصا آخرين.
ومعظم من يُصابون بعدوى المرض يبدون أعراضا خفيفة أو معتدلة، بينما تُصاب أقلية منهم بإسهال مائي حاد مصحوب بجفاف شديد، ويمكن أن يسبب ذلك الوفاة إذا تُرك من دون علاج.