في أول زيارة لمنطقة الشرق الأوسط منذ توليه منصبه، تستقبل المملكة العربية السعودية، منتصف الشهر المقبل، الرئيس الأميركي، جو بايدن، في زيارة عدها محللون "خطوة تستهدف إعادة ضبط البوصلة وتأكيد مكانة السعودية عربيًّا ودوليًّا".
ووفق بيان الديوان الملكي السعودي فإن بايدن سيزور البلاد يومي 15 و16 يوليو المقبل، "تلبية لدعوة من الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وتعزيزًا للعلاقات الثنائية التاريخية والشراكة الاستراتيجية المتميزة بين المملكة والولايات المتحدة".
وأضاف البيان أن بايدن سيلتقي خلال الزيارة الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، وسيبحث في اللقاءين أوجه التعاون بين السعودية والولايات المتحدة، وسبل مواجهة التحديات التي تواجه المنطقة والعالم.
كما يتضمّن جدول زيارة الرئيس الأميركي في يومه الثاني حضوره قمة مشتركة دعا إليها الملك سلمان، وتضم قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي.
أهمية الزيارة
وتعقيبًا على ذلك، قال الخبير في العلاقات الدولية، حسين هريدي، إن الزيارة مهمة جدًّا للطرفين، الولايات المتحدة الأميركية تبحث طي الخلافات والبحث عن تعزيز شراكتها مع الرياض، خاصّةً في ظل الأوضاع التي تشهدها بالداخل قبيل انتخابات مرتقبة.
وأضاف الدبلوماسي المصري السابق، في تصريحات لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن واشنطن تعاني من معدل تضخم عالٍ وارتفاع أسعار البنزين، وهو أمر له أهمية سياسية بالغة بالنسبة إلى المواطن الأميركي، حيث إن تجاوز سعر الجالون 5 دولارات وهو أمر غير مسبوق.
وأشار إلى أن الإدارة الأميركية في غاية القلق من تأثير ذلك على شعبيتها وعلى فرصها "الضئيلة" للاحتفاظ بالأغلبية في مجلس النواب وعدد نوابها بالشيوخ في انتخابات التجديد النصفي في نوفمبر المقبل.
وتابع: "بالإضافة إلى ذلك، تتطلع الولايات المتحدة إلى توسيع دائرة الدول المنضمة إلى الاتفاقيات الإبراهيمية وعلى رأسها السعودية".
وحول القمة الخليجية الأردنية المصرية العراقية، قال هريدي إنها ستتناول "أسعار الطاقة وترسيخ الاتفاقيات الإبراهيمية وكيفية العمل معًا من أجل توفير الأمن الغذائي على ضوء تداعيات حرب أوكرانيا، وتهديدات إيران".
وأكد على أن زيارة بايدن للسعودية ولقاء ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، لهما مغزى كبير أن الجانبين طويا صفحة الخلافات التي نشأت حول قضية الصحفي جمال خاشقجي وإعادة ضبط البوصلة، وتأكيد مكانة السعودية ودورها في الاستراتيجية الأميركية بالمنطقة، وكذلك يكرس الدور السعودي في العالمين العربي والإسلامي.
أول زيارة للمنطقة
بدوره، كشف البيت الأبيض النقاب عن برنامج أول زيارة للرئيس الأميركي إلى المنطقة الشهر المقبل، وأبرز الملفات المتوقع مناقشتها خلال الجولة.
وقالت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض كارين جان بيير، في بيان: "سيزور الرئيس جو بايدن منطقة الشرق الأوسط خلال الفترة من 13 إلى 16 يوليو لتعزيز التزام الولايات المتحدة الصارم بأمن إسرائيل وازدهارها".
وأضافت أنه "سيحضر قمة مجلس التعاون الخليجي، بالإضافة إلى مصر والعراق والأردن المعروف باسم GCC + 3، كما سيلتقي نظراءه من جميع أنحاء المنطقة لتعزيز الأمن والمصالح الاقتصادية والدبلوماسية للولايات المتحدة".
وأشارت إلى أن "الرئيس سيبدأ سفره إلى إسرائيل، حيث سيلتقي القادة هناك لبحث أمن إسرائيل وازدهارها واندماجها المتزايد في المنطقة الكبرى".
ومن المقرر أيضًا أن يزور بايدن الضفة الغربية للتشاور مع السلطة الفلسطينية وتأكيد دعمه القوي لحل الدولتين، مع تدابير متساوية للأمن والحرية وإتاحة الفرص للشعب الفلسطيني، وفق بيير.
وأشارت إلى أنه "من المقرر أن يسافر الرئيس بعد ذلك إلى المملكة العربية السعودية، وهي الرئيسة الحالية لمجلس التعاون الخليجي، بدعوة من الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود".
ولفتت إلى أن "بايدن يقدر قيادة الملك سلمان ودعوته، إنه يتطلع إلى هذه الزيارة المهمة إلى المملكة العربية السعودية، التي كانت شريكًا استراتيجيًّا للولايات المتحدة منذ ما يقرب من ثمانية عقود".
وبحسب البيان "يبحث بايدن خلال زيارته للسعودية عددًا من القضايا الثنائية والإقليمية والعالمية، من بينها الوضع في اليمن ودعم الهدنة التي توسطت فيها الأمم المتحدة، والتي أدت إلى أكثر فترة سلمية هناك منذ بدء الحرب قبل سبع سنوات".
كما سيناقش بايدن سبل توسيع التعاون الاقتصادي والأمني الإقليمي، بما في ذلك البنية التحتية الجديدة والواعدة ومبادرات المناخ، فضلًا عن ردع التهديدات من إيران، وضمان الطاقة العالمية والأمن الغذائي، حيث يتطلع بايدن إلى تحديد رؤيته الإيجابية لمشاركة الولايات المتحدة في المنطقة خلال الأشهر والسنوات القادمة.