أكد رئيس الحكومة الليبية المكلف من البرلمان فتحي باشأغا إنه لا خطط لديه في الوقت الراهن للعمل من طرابلس، بعد أن أثارت محاولته الانتقال إلى هناك الأسبوع الماضي اشتباكات ومخاوف من عودة الصراع الأهلي على نطاق واسع.
وقال باشأغا، في مقابلة مع الأسوشيتدبرس مساء الأربعاء، إن حكومته ستباشر عملها من مقرها الرئيسي في مدينة سرت، على ساحل البحر المتوسط.
وذكر باشأغا، واصفا أحداث الأسبوع الماضي، أنه دخل طرابلس في سيارة مدنية وأن مرافقيه كانوا عزلا، حيث قتل شاب في الاشتباكات، وعرفه باشأغا بأنه أحمد الشباب وأنه أحد أنصاره الذي كان يحميه من رجال الميليشيات.
واتهم باشأغا زعيم ميليشيا طرابلس عبد الغني الككلي بالمشاركة في الهجوم عليه بعد دخوله طرابلس، الذي يواجه اتهامات من منظمات حقوقية بارتكاب جرائم حرب، لكن عبد الحميد الدبيبة عينه العام الماضي رئيسا لهيئة غامضة تسمى جهاز دعم الاستقرار.
كما سعى باشأغا لتفنيد الانتقادات التي أشارت إلى أن المناطق الواقعة تحت سيطرته إبان عمله وزيرا للداخلية في حكومة سابقة في طرابلس، شهدت أوضاعا مسيئة للمهاجرين الذين يحاولون العبور من ليبيا عبر مسارات البحر المتوسط إلى أوروبا.
فبعد اعتراضهم في البحر، يحتجز الكثير منهم في مراكز اعتقال مهينة، حيث يواجهون التعذيب والاعتداء والحرمان.
وقال باشأغا إنه لا يمكن تحميله المسؤولية، زاعما أنه لم يحصل على ما يكفي من التمويل أو الموظفين لتحسين الوضع.
كما دعا باشأغا البنك المركزي في ليبيا، التي مزقتها سنوات من الحرب الأهلية، إلى سداد موازنة حكومته التي أقرها مجلس النواب، المتمركز في مدينة طبرق.
ويعد البنك مستودعا لمليارات الدولارات سنويا من عائدات النفط فضلا عن الاحتياطيات الأجنبية.
وأضاف باشأغا: "نحن نلوم أنفسنا لدخولنا المدينة. قلت إنني لن أدخل العاصمة ما لم تكن الظروف مواتية بنسبة 100 بالمئة".
وشكك باشاغا في قدرة الدبيبة على توحيد البلاد وتنظيم الانتخابات، زاعما أنه لا يحظى بما يكفي من الولاء خارج العاصمة.
وأضاف: "لن يتمكن من ذلك إلا في طرابلس"، مضيفا أن حكومته تبحث إجراء انتخابات على مستوى البلاد في غضون 14 شهرا.