في حلقة جديدة من مسلسل جفاف المسطحات المائية والبحيرات والواحات العراقية، تشهد بحيرة حمرين في محافظة ديالى العراقية شرق البلاد، انحسارا كبيرا في منسوب مياهها.
وتحدثت العديد من المنظمات المدنية والناشطين البيئيين، عن جفاف البحيرة، حيث تعج شبكات ومنصات التواصل الاجتماعية العراقية، بصور ومقاطع فيديو، تشير لحجم الكارثة، وتفيد تقارير إعلامية عراقية أن البحيرة قد جفت بشكل شبه كامل.
وانتشرت فيديوهات تظهر جفاف البحيرة بالكامل، وتحوله إلى طريق ترابي، تدخل فيه المركبات، في مأساة بيئية.
وللحديث عن حقيقة ما يحدث، يقول الخبير المائي، رمضان حمزة، عضو هيئة التدريس ومدير مركز البحوث المؤسساتية لجامعة دهوك، في حوار مع "سكاي نيوز عربية": "جفاف البحيرات الطبيعة والاصطناعية خلف السدود العراقية المتزايد والمتتالي ليس وليد اللحظة، بل هناك الكثير من الشواهد والمقدمات التي أنذرت بهذا الجفاف، ولكن دون أن تحرك الحكومة العراقية ساكنا، أو أن يتحرك المجتمع العراقي باتجاه المطالبة بتصحيح المسار الذي يدار به الملف المائي في العراق".
فالبداية، يقول حمزة "كانت مع جفاف واحة الرحالية "عين شثاثة" والتي كانت تتغذى من نهر الفرات بسبب قلة الإمدادات من النهر، وتضرر أراضي الفرات الأوسط، وكان السكون مطبق، وتلتها بحيرة ساوة دون أن يكون لجفافها صدى يذكر وليمر مرور الكرام، والآن بحيرة حمرين التي كانت تعتمد على مياه نهر سيروان ديالى، جفت لإن إيران جعلت التصريف النهري في نهر سيروان تصريفا صفريا، وهو ما قاد لجفاف كامل".
وستلتحق بموجة جفاف البحيرات العراقية هذه، وفقا لحمزة، "بحيرة الحبانية، إذا لم تتخذ إجراءات وقائية للحد من تصرفات دول التشارك المائي أي كل من تركيا وإيران، بالتحكم السلبي والضار في امدادات المياه للعراق، وما العواصف الترابية الأخيرة التي اجتاحت العراق إلا إحدى العينات المنذرة بإن القادم سيكون أعظم".
وفي السياق يقول الخبير البيئي، أيمن هيثم قدوري، عضو لجنة ادارة النظام البيئي في حوار مع "سكاي نيوز عربية": "مع الأسف جفاف بحيرة حمرين بات تحصيل حاصل، فبعد أن كانت تضم خزين يقدر بنحو 3 مليارات متر مكعب، فإن ما تبقى بالتالي من البحيرة حاليا هو مجرى مائي صغير يمثل نهر ديالى، الذي كان يغذي هذه البحيرة عبر رفده وتزويده بالمياه من نهري سيروان والوند".
بالتالي، يضيف قدوري: "جميع الصور المتداولة التي تظهر جفاف البحيرة هي صحيحة، بالإضافة لمقاطع فيديو نشرت لمركبات داخل أرض البحيرة وقاعها الجاف، واصلت سيرها باتجاه نهر ديالى".