كشفت مصادر نيابية، لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن مجلس النواب الليبي سيعقد جلسة البت في مشروع الميزانية العامة للعام 2022، المقدم من الحكومة المكلفة برئاسة فتحي باشاغا، في مدينة سرت، وذلك بعد انتهاء لجنة الموازنة والتخطيط والمالية من مراجعة المشروع.
وسبق أن اقترح باشاغا ممارسة حكومته مهامها من سرت، وذلك لتجنب حدوث صدام أو عنف، في حال محاولة الدخول إلى العاصمة طرابلس، التي تنتشر فيها المجموعات المسلحة والميليشيات الموالية للحكومة منتهية الولاية.
وقال باشاغا إن سرت هي الأنسب لتلك المهمة "كونها تقع وسط ليبيا وتربط شرق البلاد بغربها وجنوبها وليست لها عداوة أو خلافات أو حساسيات مع مختلف المدن الليبية".
وقالت المصادر النيابية إن المقترح لا يتعلق بنقل الوزارات فقط إلى سرت لمباشرة عملها هناك، لكن أيضًا المؤسسات السيادية الأخرى وعلى رأسها مصرف ليبيا المركزي والمؤسسة الوطنية للنفط، لتكون بعيدة عن سطوة الميليشيات.
رئيس البرلمان يؤيد المقترح
تناول رئيس البرلمان المستشار عقيلة صالح، النقطة نفسها خلال لقائه الأخير مع مبعوث الولايات المتحدة إلى ليبيا وسفيرها ريتشارد نورلاند، في العاصمة المصرية القاهرة.
واعتبر صالح أن وجود الحكومة في سرت "سيمكنها من عملها بحرية تامة، ولن تقع ضحية لابتزاز الميليشيات أو من أي كان"، مذكرًا بأنه سبق أن "اقترح المدينة كمقر مؤقت للمجلس الرئاسي وحكومة تصريف الأعمال منتهية الولاية، وقد لقي المقترح في حينه ترحيبًا محليًّا ودوليًّا".
الابتعاد عن سيطرة الميليشيات
يرى رئيس مؤسسة سلفيوم للدراسات والأبحاث، جمال شلوف، أهمية انتقال السلطة التنفيذية إلى سرت، كي تتمكن من أداء عملها بعيدًا عن الميليشيات المسيطرة على العاصمة.
ويتفق شلوف مع رؤية أن وجود السلطة التنفيذية في طرابلس "يجعلها في تهديد مستمر من المجموعات المسلحة، التي تمارس تصفية الحسابات مع مَن اتخذ مواقف مضادة للإرهاب والسيطرة الميليشياوية".
وأردف أنه لا يمكن حماية حتى كبار الموظفين من "انتقام الميليشيات"، خصوصًا الإرهابيين الفارين إلى طرابلس من بنغازي ودرنة وأجدابيا والجنوب.
بدوره، وصف المحلل السياسي الليبي معاذ الثليب، المقترح بـ"الفعال والأنسب في المرحلة القادمة".
وأضاف الثليب، في تصريحات لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن المشكلة الوحيدة التي تواجه استضافة سرت لمؤسسات الدولة هي ما تعرضت له البنية التحتية من تدمير السنوات الماضية بسبب الصراعات أو الحروب، فلم يبقَ سوى مبنى وحيد مؤهل هو مجمع القاعات، الذي يستضيف لجنة "5+5".
وشدّد على أن الترتيبات الأمنية ستقف عائقًا بعض الشيء أمام العمل الحكومي في أي مدينة، لكن تقسيم العمل قد يعطي انطباعًا إيجابيًّا بأن الحكومة ستعمل لصالح جميع الليبيين.
وسبق أن استضافت سرت جلسة مجلس النواب لمنح الثقة في الحكومة منتهية الولاية، كما أنها تعد المقر الدائم للجنة العسكرية المشتركة "5+5".
وقالت مصادر، لـ"سكاي نيوز عربية"، إن المقترح يشمل أيضًا تشكيل قوة أمنية مشتركة تابعة إلى الجنة "5+5"، تكون هي المسؤولة عن تأمين المقرات والمسؤولين.