بدأت الجمعة المرحلة الأولى من الانتخابات النيابية اللبنانية، باقتراع المغتربين في البلدان التي تعتمد هذا اليوم عطلة لنهاية الأسبوع، ومعظمها دول عربية إضافة إلى إيران.
ويرتقب أن تبدأ المرحلة الثانية من تصويت لبنانيي الخارج، الأحد، في الدول التي تعتمد هذا اليوم عطلة لنهاية الأسبوع، ليبلغ إجمالي البلدان التي تشهد أصوات المغتربين إلى 59.
وتعد الانتخابات النيابية في المهجر المؤشر الأول للعملية الانتخابية، ليس فقط على صعيد جاهزية المؤسسات اللبنانية، بل لمعرفة توجهات الناخبين وأعدادهم وخياراتهم.
سعي للتغيير
ويقول "فريد" اللبناني الذي يعيش في الرياض لموقع "سكاي نيوز عربية": "نريد التغيير، وكلنا هنا نحمل النفس التغييري ولا تجد بيننا من يفكر عكس ذلك، هذا يومنا، نرتدي العلم اللبناني على ملابسنا. نريد أن نقول للعالم إننا نتوق إلى التغيير، نحن نعمل لاستعادة لبنان إلى حضننا".
وكما قالت جنى جبور، وهي من المقيمين في السعودية أيضا، إنها اقترعت في سفارة لبنان بالرياض و"فوجئت بمستوى التنظيم العالي والترتيب في عملية الاقتراع والإقبال الكبير على الانتخاب وطريقة عمل المتطوعين".
ويقول الناخبان زكريا صعب وسامي ماضي المقيمان في الكويت، إن "الإقبال كان جيدا، لكن بعد معاناة وصلنا إلى مقر الخيمة المخصصة وكنا نعتقد أننا من المسجلين في قوائم السفارة من خلال الإنترنت، لكن لم تصلنا موافقة القبول الإلكترونية".
وتابعا لموقع "سكاي نيوز عربية": "للأسف، تبين لنا أنه لا يحق لنا التصويت بعد أن اكتشفنا أننا غير مسجلين في السفارة اللبنانية لدى الكويت، وهناك خلل في طريقة التسجيل الإلكترونية".
وأضافا: "سجلنا أسمينا في السفارة لكن لم تصلنا الموافقة الإلكترونية، فرغم حيازتنا الهوية اللبنانية لم نتمكن من الإدلاء بصوتنا".
ووصفا أجواء الانتخابات قائلين: "في منطقة الدعية في العاصمة حيث مكان السفارة اللبنانية نصبت خيمة كبيرة، وبحسب المناطق اللبنانية توزعت الخيام وغصت باللوائح واللجان والمندوبين، أما اللافت فكان التوق إلى التغيير".
تفاؤل بالإقبال
وقال المسؤول في وزارة الخارجية اللبنانية هادي هاشم، في تصريح أمام وسائل الإعلام، الجمعة: "وصل عدد المقترعين إلى 11 ألفا و200 ناخب لغاية الساعة الرابعة من عصر يوم الجمعة بتوقيت بيروت، أدلوا بأصواتهم خارج لبنان".
وأوضح هاشم أنه "مقارنة بالدورة السابقة فإن الإقبال جيد، ولم تسجل أي مشكلة، وكل الهيئات السياسية والمنظمات غير الحكومية أكدت أن الأجواء هادئة"، ووصف الوضع بـ"العرس الديمقراطي"، مشيدا بـ"الأصداء الجيدة للعملية الانتخابية".
وعن عدم ورود أسماء العديد من الناخبين على قوائم الانتخاب داخل لبنان، قال هاشم: "هناك مراجعات في لوائح الشطب أمام الداخلية لبحث أسماء لم تكن مسجلة على لوائح الشطب".
ويمضي لبنان بإنجاز الانتخابات في الخارج التي يعول عليها كثيرون للخروج من حالة الجمود السياسي، التي عرقلت تنفيذ الإصلاحات، في وقت لم يوضع به البلد بعد على طريق الخروج من أزماته الاقتصادية والمالية الخانقة.
ومن المقرر وبعد انتهاء عمليات التصويت، أن تنقل صناديق الاقتراع بعد إقفالها بالشمع الأحمر عبر شركة شحن خاصة إلى لبنان لإيداعها في البنك المركزي، على أن يتم فرزها واحتساب الأصوات في ختام الانتخابات المقررة في 15 مايو الجاري.
وتجري الانتخابات في غياب أبرز مكون سياسي سني بزعامة رئيس الحكومة السابق سعد الحريري الذي أعلن عزوفه عن خوض الاستحقاق.