وسط اضطراب أمني كبير في عدد من مناطق إقليم دارفور في غرب السودان، أطلق سعد عبدالرحمن بحرالدين سلطان دار قبيلة المساليت مبادرة لوقف العدائيات والتصعيد القبلي بالمنطقة، وهي الثانية خلال 3 أشهر بعد تلك التي أطلقها السلطان احمد حفيد علي دينار مؤسس سلطنة الفور.
وقال بحرالدين لموقع "سكاي نيوز عربية" إن المبادرة التي حظيت بقبول واسع تحتاج إلى توافر إرادة وضمانات قوية من قبل الدولة لإنجاحها.
ووفقا للسلطان بحرالدين، فقد وقعت المكونات المجتمعية بالمنطقة وثيقة لوقف العدائيات والتصعيد القبلي بكافة أشكاله؛ مطالبين الدولة بفرض هيبتها وسيادة حكم القانون وبسط العدالة.
وتتزايد المخاوف من استمرار نزيف الدم في إقليم دارفور المضطرب بعد مقتل أكثر من 200 شخص في منطقة كرينك الواقعة على بعد 80 كيلومترا من مدينة الجنينة التي تتميز بأهمية استراتيجية من الناحيتين الجغرافية والتجارية.
ودفع تفاقم الأوضاع الأمنية والإنسانية بمنظمات حقوقية وإنسانية للدعوة إلى وضع الإقليم تحت البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة وسط مخاوف كبيرة من اتساع رقعة الاقتتال في الإقليم الذي دخل في العام 2003 في واحدة من أشرس الحروب الأهلية في العالم.
وفيما دان الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة عمليات قتل المدنيين وطالب بوقف العنف واجراء تحقيق شفاف تُنشرُ نتائجهُ علناً؛ عبرت هيئات ومنظمات محلية عن خيبة أملها مما أسمته بـ "تقاعس" المجتمع الدولي وعدم اهتمامه بالمجاذر الجارية في دارفور حاليا.
وأعادت الأحداث الاخيرة مشهد الحرب الدموية التي اندلعت في العام 2003 والتي راح ضحيتها أكثر من 300 ألف قتيل وشرد بسببها نحو 2.5 ملايينن معظمهم من الأطفال والنساء ويعيشون حاليا في معسكرات تفتقد لأبسط مقومات الحياة.
وشهدت الحرب انتهاكات واسعة شملت عمليات اغتصاب وحرق مما دعا المحكمة الجنائية الدولية لاستصدار أوامر قبض على عدد من قادة النظام السابق بينهم المعزول عمر البشير الذي أطاحت به ثورة شعبية في الحادي عشر من أبريل 2019؛ لكن مراقبون يرون أن الأحداث الحالية هي إحدى تداعيات غياب العدالة ورسوخ ثقافة الإفلات من العقاب.
ويعيش السكان في مناطق الاشتباكات أوضاعا إنسانية وأمنية بالغة الخطورة، حيث اصبحت العديد من الأسر بحاجة للمأوى والمواد الغذائية والمياه الصالحة للشرب بعد ان أحرقت بيوتهم ونهبت مواشيهم وممتلكاتهم.
وفي ظل تعقد الأوضاع الاجتماعية والأمنية في دارفور يصعب جدا التكهن بإمكانية نجاح المبادرات الأهلية التي عادة ما تصطدم بالتنافس القبلي.
وفي نهاية يناير الماضي أطلق السلطان أحمد حسين أيوب حفيد مؤسس سلطنة الفور علي دينار مبادرة "صفر كراهية" لدعم السلام والاستقرار في إقليم دارفور؛ لكن ورغم مضي أكثر من ثلاثة أشهر لم تظهر نتائج ملموسة على الأرض.