تتفاقم الأزمات التي تعصف بحياة اللبنانيين يوما بعد يوم. فبعد أن وصل الإنتاج في معامل الكهرباء في لبنان، خلال الأيام القليلة الماضية، إلى صفر ساعات تغذية، أطلّت على اللبنانيين أزمة جديدة، تتمثّل بالتوقف عن إصدار جوازات سفر جديدة بسبب غياب التمويل، مما يعني صفر جوازات من اليوم وصاعدا.

وأعلنت المديرية العامة للأمن العام اللبناني، اليوم في بيان، عن إيقاف العمل بمنصّة المواعيد للاستحصال على باسبورات، حفاظا على صدقية الأمن العام، مع بدء نفاذ الكمية المتوفرة من جوازات السفر، وذلك إلى حين قيام المعنيين بإجراء اللازم وتأمين الأموال المطلوبة لإعادة إصدار الباسبورات.

مواطنون ينتظرون الباسبور للسفر

ويقول المواطن شادي، في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، إنه لا يملك جوازاً صالحاً وبات عاطلاً عن العمل بعد تسريحه من عمله، ويريد السفر للالتحاق بوظيفة في الخارج، علماً أن الموعد الذي حصل عليه قبل وقف المنصة، لطلب جواز السفر، هو في شهر يوليو المقبل.

كما تروي رانيا، لموقع "سكاي نيوز عربية"، أنها تخرجت من الجامعة ولم تعثر على عمل يلبي طموحاتها، وهي تريد السفر للبحث عن عمل في دول الخليج العربية، لكنها لن تتمكّن من الحصول على موعد لطلب جواز السفر.

هجرة 80 ألف شخص في عام 2021

ويصف الباحث في الدولية للمعلومات محمد شمس الدين، في تصريحه لموقع "سكاي نيوز عربية"، هذا الواقع بأنه يدلّ على انهيار الدولة، كاشفاً أن عدد المواطنين اللبنانيين الذين هاجروا في العام 2021، بلغ 80 ألفاً، مؤكداً أن الأعداد تزايدت بكثرة خلال العام الحالي.

وعزا شمس الدين التهافت على جوازات السفر، الى عدة أسباب أبرزها رغبة المواطنين بالسفر بداعي الهجرة والبحث عن عمل أو لقضاء عطلات أو بهدف الحصول عليه على سبيل الاحتياط، وقبل رفع سعره، وهو ما حصل مؤخراً، حيث زادت رسوم الجواز من 500 ألف ليرة لبنانية إلى مليون و100 ألف ليرة لبنانية.

أخبار ذات صلة

تفاصيل تحرير محاسب "بطلوع الروح" المختطف في لبنان
"آخر الحلول أصعبها".. شركات لبنان بين الإغلاق والتسريح

سبب الأزمة

ولفت شمس الدين إلى أنه تم رصد اعتماد مالي، لتغطية وتسديد كلفة جوازات السفر بقيمة 300 مليار ليرة لبنانية على أن يقوم مصرف لبنان بتحويل المبلغ عبر منصة صيرفة إلى دولارات تبلغ نحو 15 مليون دولارا لدفعها للشركة صاحبة العقد، وهو الأمر الذي لم يحصل بعد، مما أدى إلى عدم تأمين جوازات السفر الجديدة، التي من المفترض أن تُسَلَّم في شهر يونيو، مما أدى الى اتخاذ الأمن العام هذا القرار.

من جهته، يقول رئيس نقابة أصحاب وكالات السياحة والسفر في لبنان، جان عبود، في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن أقرب موعد لطلب جواز السفر قبل وقف المنصة كان لشهر يوليو المقبل، مقراً بظاهرة التهافت على الباسبورات.

تفكك إدارات الدولة

ورأى عبود أن وقف منح جوازات السفر عبر إيقاف المنصة له عدة أوجه، تتمثّل أولاً بالوجه الإداري بسبب الإقبال الكثيف على طلب جوازات السفر بداعي الهجرة، مشيرا إلى أنه قد يكون هناك عامل سياسي للحدّ من الهجرة.

ولفت إلى أن هناك أسباباً تعود لتفكك إدارات الدولة الرسمية حيث تعمل الدوائر ليومين فقط في الأسبوع، إضافة إلى عوائق إدارية ومشاكل مادية تتمثل في غياب التمويل لتسديد كلفة جوازات السفر والبالغ قرابة 15 مليون دولار، والتي من المنتظر تحويلها من قبل مصرف لبنان، الذي لم يقم بذلك بعد.