كشفت رسائل تنظيم داعش الإرهابي لأتباعه بشن هجمات في أوروبا، استغلالا لحرب أوكرانيا، ومحاولة لترميم التصدعات التي نتجت عن خلافات حول "الزعيم" الجديد، والضغوط التي يواجهها في سوريا والعراق، حسب خبير أمني.
وتضرب الخلافات، خاصة بين المقاتلين العرب والمقاتلين التركمان، التنظيم الإرهابي بعد إعلانه اختيار أبو الحسن الهاشمي زعيما جديدا له في 10 مارس، خلفا لزعيمه أبو إبراهيم القرشي الذي قتلته غارة أميركية في سوريا فبراير الماضي.
ووجه المتحدث باسم التنظيم، أبو عمر المهاجر، الأحد، في تسجيل صوتي، رسالة إلى عناصر التنظيم لتكثيف الهجمات في أوروبا، استغلال لانشغالها بأزمة أوكرانيا.
وخص في رسالته التحريضية "الذئاب المنفردة" وعناصره في أوروبا والولايات المتحدة، لاستغلال الظرف الراهن في تخفيف الضغط على التنظيم في العراق وسوريا حيث معاقله السابقة، خاصة أنه يعيش مرحلة حرجة بعد مقتل العديد من قياداته.
يأتي هذا التسجيل لـ"داعش"، بعد 5 أشهر من وقوع انفجار قرب مستشفى في ليفربول، اعتبره خبراء رسالة تحذيرية من التنظيم لأوروبا بعد تراجعه خلال ذروة جائحة كورونا.
وسيلة للعودة
تراجعت وتيرة الإرهاب في أوروبا بعد تشديد الحكومات الإجراءات الأمنية، وإقرار البرلمان الأوروبي قيودا مشدّدة على المحتويات المنشورة عبر المنصات الإلكترونية، وهو ما أدى للقبض على ذئاب منفردة كانت تخطط لعمليات في 2021.
وأعاد إعلان "داعش" الأخير للأذهان، فترات نشاطه في أوروبا خلال أعوام 2015 و2016 و2017، ما بين تفجيرات وهجمات دهس وطعن استهدفت بلجيكا وفرنسا وألمانيا والسويد ولندن وإسبانيا، أوقعت مئات القتلى والجرحى.
إثبات الوجود
وعن دلالة رسالة "داعش"، يرى جاسم محمد، رئيس المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، أن توقيت توجيه الرسالة للذئاب المنفردة بشن هجمات وسيلة لإثبات وجوده بعد اغتيال زعيمه السابق، ومحاولة لرص الصفوف داخله بعد الانشقاقات والخلافات حول اختيار اسم الزعيم الجديد.
أما عن استهدافه أوروبا على وجه التحديد، باعتبارها الآن "على صفيح ساخن"، فيوضّح محمد، في حديثه لموقع "سكاي نيوز عربية" أن التنظيم يريد استغلال انشغال الغرب وروسيا بحرب أوكرانيا، بأن يتوجه إلى الجماعات المتطرفة المشاركة في القتال بجانب طرفي الصراع لتصبح أوروبا هدفه المقبل.
وتعد الدعوة لهذه الجماعات بشن هجمات في أوروبا في هذا التوقيت دليلا على تناقض التنظيم الذي أكد في بداية الحرب أنه ليس له دور في المعارك، ولن يقاتل مع أي جانب، حسب رئيس المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب.
تخبط التنظيم
وتضمّنت الرسالة دعويين، الأولى إلى سجناء التنظيم والمنشقين لتجديد بيعتهم للهاشمي والعودة للعمل تحت إمرة الخليفة الجديد، والدعوة الأخرى لأفرع التنظيم خارج العراق وسوريا لتكثيف تحركاتهم، حيث أعلن "داعش" عن بيعات جاءت لزعيمه الهاشمي من غرب إفريقيا وشرق آسيا و"داعش - خراسان".
وتعليقا على مطالبة "داعش" لأنصاره بتقديم البيعة للهاشمي، يشير محمد إلى أن "داعش" مثل باقي التنظيمات المتطرفة يخسر الكثير من البيعات؛ لذا يحاول في رسالته ترتيب عناصره من جديد وإنهاء الانقسامات بداخله، وهو ما يؤكد على استمرار معاناة التنظيم من الانشقاقات بين المقاتلين العرب والتركمان.
وعلى مدار الشهرين الماضيين، تفاقم الخلاف بين مقاتلي "داعش" حول منصب الخليفة، وهو خلاف يعود إلى فترة سيطرة التنظيم على أراضٍ في العراق وسوريا ما بين 2014- 2017، حيث يتهم المقاتلون العرب المقاتلين التركمان باحتكار المناصب القيادية بالتنظيم في العراق.