وصفت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية حادث قتل راهب في الإسكندرية بأنه "استثنائي، ولا يعبر عن الحالة العامة في مصر، ومحاولة فاشلة لزعزعة الأمن"، مشيدة بسرعة تحرك أجهزة الدولة لقطع الطريق أمام أي فتنة.
وقال القمص موسي إبراهيم، المتحدث الرسمي باسم الكنيسة، لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن الحادث استثنائي، ومثل هذه الحوادث توقفت تماما، أما ما حدث الخميس فهو محاولة فاشلة لزعزعة الأمن".
وأكد أن الدولة "مستقرة وآمنة"، مشددا على أن هذا الحادث "لن يوقف تحركنا للأمام".
وتواصل النيابة العامة تحقيقاتها مع المتهم (60 عاما) بقتل الراهب القمص أرسانيوس وديد، كاهن كنيسة السيدة العذراء والقديس بولس بمنطقة كرموز ومحرم بك في الإسكندرية، خلال سير الراهب، الخميس، على كورنيش المدينة طعنا بالسكين.
وحسب بيان النيابة، اعترف المتهم بأنه قتل الراهب عمدا، قبل أن يتراجع ويقول إنه حين رأى المجني عليه أمامه لم يشعر بما ارتكبه ناحيته، حتى ألقى الموجودون القبض عليه.
ونظرا لما أبداه المتهم من حركات وألفاظ غير متزنة، وادعاءه بأنه سبق وتلقى العلاج من أمراض نفسية، أمرت النيابة بوضعه تحت الملاحظة الطبية لبيان الحقيقة، واستوجبت 17 شاهدا، وتجري تحقيقات مع أقارب المتهم للتحري عن أفكاره وعلاقاته وحالته النفسية، وفق صحف محلية.
ولم يتضح من التحقيقات بعد ما إن كان الحادث جنائيا أم إرهابيا.
الرد السريع
من جانبه، علق جون المصري، مدير شركة "ماتيس" بهولندا لتحليل أوضاع الدول السياسية والاقتصادية، بأن: "الرد السريع للدولة والقصاص وشعور المسلمين تجاه الحادث هو ما يصنع الفرق مع المسيحيين".
ولفت في حديثه لـ"سكاي نيوز عربية" إلى أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي "يقوم ببناء الكنائس، ويحتفل مع الأقباط بأعيادهم، ويهتم بسرعة القصاص، وهو ما يستفز جمعات الإسلام السياسي".
وضرب مثلا بما تم عقب قتل الإرهابيين 21 مصريا مسيحيا من العاملين في ليبيا سنة 2015، وتوجيه الجيش المصري ضربات جوية لأوكار الإرهابيين هناك ردا على ذلك.
ضعف التكتيك
وعبَّر البعض عن قلقه من أن يكون مقتل راهب الإسكندرية وحرق خيمة من خيام "معرض أهلا رمضان" في إحدى القرى التي تبيع السلع الغذائية بأسعار مخفضة، مقدمة لعودة النشاط الإرهابي.
وقال أيمن محفوظ، المحامي بالنقض: "علينا ألا نعطي الأمر أكثر من حجمه، فحريق خيمة تعرض السلع أمر جائز الحدوث بشكل قدري، وليس بالضرورة إرهابي، وحادث مقتل راهب الإسكندرية، رغم وحشيته، قد يكون عملا له دوافع جنائية أو وليد صدفة، وقد يكون الجاني مضطرب عقليا".
واستدل محفوظ على ذلك من "ضعف تكتيك الجريمة وسهولة القبض على الجاني"، وتابع: "لكن الأمر الخطير هو أن يستغل أهل الشر مثل هذا الحادث لإشاعة الفتنة والترويج لوجود عدم استقرار أمني، وهو أمر منافٍ للحقيقة".