تضرب منذ ليل الأربعاء الخميس عواصف ترابية وغبارية مناطق عديدة من العراق وخاصة في الشمال والغرب، في محافظات إقليم كردستان العراق ونينوى وصلاح الدين وكركوك وغيرها.
وقد دفع سوء الأحوال الجوية وتدني مستويات الرؤية السلطات الصحية والأمنية، إلى تحذير المواطنين من ارتياد الطرق المزدحمة وتجنبها وارتداء الكمامات عند الخروج، فيما سجلت أقسام الطوارئ في العديد من المستشفيات والمراكز الصحية دخول حالات عاجلة لمواطنين يعانون من ضيق التنفس والاختناق جراء استنشاقهم الغبار الكثيف، حتى وهم داخل منازلهم بفعل تسربه من خلال حواف النوافذ المغلقة، نظرا لقوة العواصف الترابية التي تضرب أجزاء واسعة من البلاد.
هذا وقد دفع سوء الأحوال الجوية مطاري أربيل والسليمانية الدوليين لوقف الملاحة الجوية فيهما، فيما تعكف دوائر المرور والدفاع المدني على حض الناس على البقاء في منازلهم وعدم الخروج إلا للضرورة.
وقد دفعت هذه العواصف الرملية العاتية بعض رواد المنصات الاجتماعية للتندر، عبر إطلاق مسمى الزائر الأصفر غير المرغوب به عليها، على عكس ترحيبهم الحار قبل بضعة أسابيع فقط بالزائر الأبيض أي الثلوج.
وحسب دوائر الأنواء الجوية العراقية في المحافظات التي تتعرض لهذه العواصف الترابية فإنها ستتواصل طيلة يومي الخميس والجمعة.
وتعليقا على ذلك، يقول الخبير المناخي، دارا حسن، في حوار مع سكاي نيوز عربية: "هذه العواصف الترابية رغم أنها تحدث عادة في مثل هذه الأيام، لكن كثافتها وقوتها هذه السنة مضاعفة".
ويضيف حسن قائلا "وهذا بطبيعة الحال يحيلنا مرة أخرى للحديث عن مفاعيل ونتائج ظواهر التغير المناخي، وما يصاحبها من جفاف وتصحر وشح أمطار، وبالتالي تراجع كثافة الغطاء النباتي الضئيل أساسا في منطقتنا".
ويتابع الخبير المناخي قوله: "المناخ المتطرف يقود لتغيرات في الأنماط والظواهر المناخية المعتادة، من أمطار وثلوج وعواصف ترابية ومن موجات حرارة وبرودة، بحيث تزداد قوة وتدميرا ولا يمكن التنبؤ بها، كونها تحدث بهذا الشكل المتطرف نتيجة التغيرات المناخية حول العالم، التي تتسبب في ظواهر شاذة تنعكس سلبا على الإنسان وعلى البيئة من حوله".