تصاعدت عمليات تنظيم "داعش" في وسط سوريا خلال شهر مارس، في مؤشر مقلق على عودة نشاط التنظيم الإرهابي في هذه المناطق الخاضع أغلبها للحكومة السورية، مستغلا فرصة انشغال روسيا بحرب أوكرانيا.
وأوضح تقرير مركز مكافحة التطرف (CEP) في 4 أبريل، أن التنظيم نفذ 17 هجوما مؤكدا في مارس الماضي، أسفروا عن قتل 25 من مقاتلي الجماعات الموالية للحكومة السورية، على الأقل، ومدني واحد، وجرح ما لا يقل عن 28 آخرين في محافظات حمص ودير الزور والرقة وحلب وحماة.
وتصاعدت عمليات داعش في مارس، مقارنة بشهر فبراير، على الرغم من أن النشاط ما يزال منخفضا مقارنة بيناير.
وضمن عمليات مارس، 5 هجمات في دير الزور، و5 في حمص، و4 في الرقة، فيما تراجع معدل زراعة التنظيم الإرهابي للألغام، لكن من غير الواضح كيف تم زرع الألغام، وفقا لمركز (CEP).
ومن بين الهجمات الـ17، تم التأكد من تنفيذ 4 بالألغام أو العبوات الناسفة، بينما استخدمت 9 على الأقل أسلحة صغيرة، ونُفذت 4 هجمات بوسائل مجهولة.
ويتطلب استخدام الأسلحة الصغيرة من خلايا داعش، أن تراقب أهدافها بنشاط، وتستعد للمخاطرة بفقدان أفراد وإمدادات.
وحسب التقرير ذاته، فإن خلايا داعش "يبدو أنها تراقب عن كثب تحركات القوات التابعة للحكومة على طول طريق تدمر- البوكمال السريع، بحثا عن أهداف محتملة، وكذلك تنشط على طول جبهة كوم- جبل بشري في جنوب الرقة وشمال شرق حمص".
والأهم من ذلك، أن داعش نفذ 5 عمليات ذات جودة عالية عبر 3 محافظات في مارس، وهو ثاني أعلى رقم في شهر منذ مايو 2021، مما يشير لموقف أكثر عدوانية، ويمكن أن يُعزى أحد أسباب التصعيد إلى نجاح داعش في التمركز في البادية السورية، وفقا لمركز (CEP).
فرصة حرب أوكرانيا
ويرى الباحث الكردي السوري، أحمد شيخو، أن من أسباب التصعيد في مارس بالذات، هو "انشغال العالم، خاصة الأطراف العاملة في سوريا وعلى رأسها روسيا، بالأزمة الأوكرانية، مع أنباء عن إعادة القوات الروسية انتشارها؛ مما خلق فراغا في وسط سوريا".
وما يزال داعش يحتفظ بجيوب آمنة تساعده في إيواء عناصره وتخزين إمداداته، والانطلاق منها إلى مدن مستهدفة بالهجمات، ومن هذه الجيوب الآمنة، والتي يوجد فيها قيادات المستوى الأول من داعش، المناطق الواقعة تحت السيطرة التركية في عفرين وإدلب ورأس العين وتل أبيض"، حسب شيخو.
وانتقد الباحث الكردي السوري "عدم كفاية الدعم المقدم من المجتمع الدولي، والتحالف الدولي ضد داعش، للقوى السورية المحلية التي تحارب داعش، مثل (قوات سوريا الديمقراطية)، مما ترك عبئا كبيرا عليها وعلى مناطق الإدارة الذاتية التي تديرها في شمال وشرق سوريا".
ويشير شيخو إلى أن تلك المناطق، توجد بها مخيمات تضم 11 ألفا من معتقلي داعش، وأكثر من 60 ألفا من عوائل وأطفال ونساء الدواعش، الذين ترفض بعض الدول التي يحملون جنسياتها استلامهم.
كما يشدد على أن داعش "ما زال يشكل خطورة على سوريا وبلدان أخرى، ولديه الإمكانات للظهور والسيطرة مجددا، إن لم يتم وضع استراتيجية دولية كاملة، ومحاكمة الدواعش المعتقلين لدى الإدارة الذاتية، وفق آلية دولية، أو إرجاعهم إلى دولهم".