اتفقت قمة النقب السداسية، التي جمعت وزراء خارجية 4 دول عربية والولايات المتحدة وإسرائيل، على تشكيل لجان أمنية لمواجهة تهديدات إيران في الشرق الأوسط، وشبكة للإنذار المبكر، مع عقد القمة بشكل دوري.

وأكد مسؤولون سابقون ومحللون سياسيون في حديثهم لموقع "سكاي نيوز عربية"، دور القمة في إعادة تشكيل خريطة العلاقات الدولية كأحد تبعات الاتفاق الذي اقترب توقيعه بشأن البرنامج النووي الإيراني في مفاوضات فيينا، مع عدم التزام طهران بوقف دعم الميليشيات في عدة دول بالشرق الأوسط، إضافة لتبعات الحرب الروسية الأوكرانية.

واختتمت القمة التي انعقدت جنوب إسرائيل أعمالها، الاثنين، وجاء في بيانها الختامي أن هذا الاجتماع هو "الأول من نوعه ولن يكون الأخير"، مشيرا لـ"صناعة التاريخ من خلال التعاون الأمني في الإقليم".

والتقى وزراء خارجية الإمارات والبحرين ومصر والمغرب وإسرائيل والولايات المتحدة، الأحد، في مأدبة عشاء، واستكملوا اجتماعاتهم الاثنين.

قمة تاريخية

الخبير في العلاقات الدولية المغربي حسن بلوان، يصف قمة النقب بأنها "تاريخية وغير مسبوقة"، وستكون لها نتائج إيجابية، لافتا إلى أنها جاءت بعد أيام من القمة الثلاثية التي انعقدت في منتجع شرم الشيخ المصري بين مصر والإمارات وإسرائيل، ثم جولة وزير الأميركي أنتوني بلينكن في المنطقة.

وعن دلالات التوقيت، يقول بلوان إن القمة انعقدت لإعادة ترتيب العلاقات الدولية بالتزامن مع مجريات الأزمة الأوكرانية "أعتقد بأن الدول المشاركة؛ سواء الولايات المتحدة أو إسرائيل أو الدول العربية، ستلعب دورا كبيرا في بلورة العلاقات الدولية وفق هذه المستجدات".

وبخصوص مشاركة المغرب يقول "المملكة المغربية تتطلع للعب دور في إحياء عملية السلام، خصوصا أنها تحظى بعلاقات جيدة مع إسرائيل واالسلطة الفلسطينية، إضافة إلى أنها تريد تحسين موقعها فيما يتعلق بقضيتها الأولى وهي قضية الصحراء".

ويتابع "بالنسبة لرهانات الدول الأخرى المشاركة؛ فمصر دولة محورية في الشرق الأوسط وكذلك دول الخليج الإمارات والبحرين، كل هذه الدول ترى أن الأهم هو أن تخرج القمة بمواقف منسجمة في مجموعة قضايا دولية، منها القضية الفلسطينية."

نتيجة الاتفاق الإبراهيمي

أما وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير محمد العرابي، فيرى أن قمة النقب "قمة تشاروية"، مشيرا لدور الملف الإيراني في عقدها "يبدو أن الاقتراب من توقيع الاتفاق النووي بين إيران والقوى الغربية خلق مقاربات لمواجهة النتائج التي قد تنجم عن الاتفاق الذي لا تنظر إليه الدول المشاركة في القمة بارتياح".

ويضيف العرابي سببا آخر، وهو هجمات الحوثيين في الخليج العربي، وكذلك "تأتي القمة نتيجة للاتفاق الإبراهيمي الموقع برعاية أميركية بين الإمارات والبحرين وإسرائيل".

أخبار ذات صلة

بحضور بلينكن.. اجتماع خماسي يضم دولا عربية في إسرائيل

غير أنه لا يتوقع نتائج سريعة لقمة النقب "لن تكون هناك نتائج ترسم واقعا جديدا في المنطقة؛ فما زال هناك تباين في المواقف، والقضية الفلسطينية التي لم تؤخذ فيها قرارت تدفع التسوية النهائية".

وتقاربت علاقة إسرائيل بالإمارات والبحرين بعد توقيع الاتفاق الإبراهيمي للسلام عام 2020 في البيت الأبيض، وارتكز التقارب على إقامة علاقات دبلوماسية، والتعاون في المجالات تنموية.

أخبار ذات صلة

قمة النقب السداسية.. تأكيد على التعاون وتعزيز التسامح

ويتفق الباحث في العلوم السياسية، محمد ربيع الديهي، مع أن اتفاق البرنامج النووي الإيراني أحد دوافع عقد القمة، قائلا إن تشكيل "لجان أمنية" ضرورة لمواجهة تهديدات إيران إن لم يلزمها الاتفاق بالكف عن دعم ميليشياتها في المنطقة، خاصة وأن هذه الميليشيات تهدد الملاحة والتجارة الدولية ومصادر النفط.