نظم التجمع الأوروبي لمكافحة التطرف والإرهاب بالتعاون مع مكتب نائب رئيس مجلس أمناء مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في أبو ظبي جمال سند السويدي، الأربعاء، ندوة بعنوان "أمن منطقة الخليج العربي: التهديدات، التداعيات والحلول"، في إطار الحملة الأوروبية لمكافحة التطرف والإرهاب.

وشارك في الندوة التي أقيمت عبر تقنية "زووم" ما يزيد على 500 شخصية من الدبلوماسيين والسياسيين والمختصين والأكاديميين من أكثر من 45 دولة حول العالم، منها الولايات المتحدة وبريطانيا والإمارات والسعودية.

وضمت الندوة 3 جلسات، الأولى بعنوان "التهديدات التي تواجه أمن منطقة الخليج العربي: ما طبيعتها؟ ما مصدرها؟ ما مدى خطورتها؟"، في حين حملت الثانية عنوان "أمن منطقة الخليج العربي والعالم: ما أهمية الأمن في المنطقة؟ ما تداعيات استهداف أمن المنطقة؟".

وكانت الجلسة الثالثة والأخيرة بعنوان "أمن الخليج العربي من أمن العالم: كيف يمكن حماية أمن الخليج العربي؟ ما دور دول الخليج العربي؟ ما دور المجتمع الدولي؟".

حتمية التعاون

في مستهل الندوة، أشار أمين عام مجلس التعاون الخليجي نايف الحجرف إلى أن أزمة كورونا التي عاشها العالم في الفترة الماضية كانت مؤشرا مهما وأساسيا للتوجه نحو مواجهة الأزمات بطريقة جماعية وليس فردية.

كما شدد الحجرف على ضرورة وضع الحلول الجماعية في المنطقة، وضرورة جلوس جميع الأطراف على طاولة واحدة لحل كافة المشاكل، وعدد بعض الملفات المهمة بالنسبة للدول الخليجية كسد النهضة والقضية الفلسطينية.

وتحدث عن بعض الأمور التي تواجها المنطقة كالتهديدات الإقليمية، والملف النووي الإيراني، واستهداف خطوط الملاحة والميليشيات الحوثية.

وبالنسبة للحوار اليمني الذي أعلن عنه مجلس التعاون الخليجي، شدد الحجرف على أنه "منصة تشاور يمنية خالصة"، حيث تمت دعوة كافة الفرقاء في اليمن للمشاركة فيها، ومن بينها جماعة الحوثي التي لم ترد حتى الساعة على هذه الدعوة.

تهديد قديم

وقال السويدي إن أمن منطقة الخليج طالما كان مهددا ومنذ زمن بعيد من قبل بعض "جيران السوء"، مضيفا أن "ذلك لا يزال جاريا عبر محاولة تصدير إيديولوجياتهم المتطرفة عبر ميليشياتهم الطائفية وصواريخهم الباليستية وطائراتهم المسيرة".

وأكد نائب رئيس مجلس أمناء مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في أبو ظبي، أن تهديد استقرار الخليج العربي وأمنه له تداعيات كبيرة لا تقتصر على دول وشعوب منطقة الخليج فقط، بل على الإقليم والعالم، وأضاف أن "أمن الخليج وبلا شك هو مسؤولية دوله بالدرجة الأولى، ومن هنا نشدد على أهمية التضامن الخليجي الكامل في هذه المسألة منعا لاختراق أمنه من الداخل. ومن ثم هو مسؤولية المجتمع الدولي والدول الكبرى التي تتفاوض في فيينا".

واختتم السويدي كلمته بالقول: "إننا مع الحوار والاتفاق مع الجميع، لكن على ألا يكون هذا الحوار على حسابنا وحساب أمننا، نحن مع الحوار والاتفاق على أن يؤديا إلى استباب الأمن والاستقرار في منطقتنا".

تحديات غير تقليدية

وقال رئيس مجلس الأمناء في مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة عبد الله بن أحمد آل خليفة، إن طبيعة التحديات التي تواجه منطقة الخليج لم تعد تقليدية في ظل الحروب بالوكالة من خلال المليشيات الإرهابية، والتهديدات السيبرانية، واستهداف منشآت الطاقة، وعرقلة الملاحة البحرية، الأمر الذي يعد تهديدا للأمن للعالمي بأكمله.

وأوضح آل خليفة أن إيران تمثل مصدرا رئيسا لتهديد الأمن الإقليمي في ظل تدخلاتها في شؤون دول المنطقة، ودعم المليشيات المسلحة في دول الجوار، تمويلا وتدريبا وتسليحا، فضلا عن سعي طهران لتطوير أجيال جديدة من الصواريخ الباليستية، مضيفا أن استمرار الأزمات الإقليمية تلقي بظلالها على أمن دول الخليج، وتؤدي إلى اختلال في ميزان القوى بالمنطقة.

خطأ إدارة بايدن

أما المساعد السابق لوزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط دافيد شينكر، فاعتبر أن إيران هي المصدر الأساسي لعدم الاستقرار في المنطقة وذلك من خلال دعمها لميليشيات، كحزب الله، والحشد الشعبي والحوثيين. "إذ تعمل طهران على تزويد تلك الميليشيات والحلفاء بالطائرات المسيرة والصواريخ البالستية لاستهداف الدول الخليجية".

وذكر شينكير أن التهديدات التي تشنها تلك الميليشات أصبحت روتينية، وأن استهداف المدنيين والمنشآت النفطية أضحت أمراً روتينياً، وأضاف هناك شعور بالمنطقة بابتعاد الولايات المتحدة عنهم وأنهم فقدوا الثقة بواشنطن، معتبراً أن على دول المنطقة أن تنظر إلى هذا الأمر بشكل مؤقت.

المساعد السابق لوزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط قال إن إدارة بايدن ترتكب خطأ، لأنها تريد اتفاقا بأي ثمن مع طهران، وتوقع أن يصبح سلوك إيران أسوأ بعد توقيع الاتفاق النووي، وذلك سيؤثر على دول المنطقة برمتها وليس على دول الخليج فقط.

مخاطر محدقة

في المقابل، شددت عضو مجلس الشيوخ الفرنسي نتالي غوليه، على ضرورة مكافحة القرصنة البحرية وحماية المضائق المائية وحرية الملاحة للحفاظ على مصادر الطاقة التي تغذي الاقتصادات العالمية.

كما أشارت إلى تهديد جماعة الإخوان كخطر حقيقي يهدد دول الخليج، كما يهدد فرنسا والدول الأوروبية.

وقال وزير خارجية إيطاليا السابق جوليو تيرزي، إن إيران تبقى العنصر الأول المزعز لاستقرار المنطقة، واصفا إياها بـ"دولة إرهابية عبر جيشها وقواتها ودعمها للهجمات الإرهابية التي تشنها ميليشياتها، والتي لا تستهدف فقط الدول الخليجية بل الرعايا الغربيين والأوروبيين الموجودين هناك".

وذكر أن الأمن الخليجي أمر أساسي للأمن الاقتصادي الأوروبي، مضيفا أن الأزمة الأوكرانية الحالية ستدفع طهران للتمسك ببرنامجها النووي، وهي ستحاول الاستفادة قدر الممكن من هذه الأزمة لزيادة ترسانتها النووية.

في المقابل، شدد الخبير في شؤون الخليج في مكتبة الكونغرس الأميركية كينيث كاتزمانعلى أن تقدم إيران في برامجها الصاروخية عامل مهدد ومزعزع للمنطقة.

أما المستشار الأمني الأميركي آدم روزفيلت، فشدد على ضرورة تحقيق الأمن الشامل وحماية الأمن في منطقة الخليج، لما تمثله من أهمية تجارية واقتصادية، ولما لها من تداعيات على الاقتصاديات العالمية.

مسؤولية جماعية

وقال وزير خارجية اليمن السابق السفير اليمني لدى فرنسا رياض ياسين، إن حماية أمن منطقة الخليج ليست مسؤولية أهل المنطقة فقط بل هي مسؤولية جماعية وعالمية ومنها الجيران في الجهة المقابلة من البحر الأحمر.

أخبار ذات صلة

تحذيرات ماكنزي لإيران.. ما تأثيرها على الحوثيين؟
بختام القمة الـ42..مجلس التعاون الخليجي يؤكد على "وحدة الصف"

وأضاف أن أي اضطراب في منطقة الخليج ستكون لها تداعيات على العالم أجمع.

بينما قال رئيس الأركان السابق لمجلس الأمن القومي الأميركي فريديريك فليتز، إن أمن منطقة الخليج حيوي بالنسبة للعالم، وأضاف أن هناك تقلبا في النظام الأميركي وعلى الدول الخليجية أن تتعامل مع هذا الأمر بهذه الطريقة وألا توقف شراكتها الاستراتيجية بسبب إدارة رئيس ستتغير في المستقبل.

وقال رئيس مركز الخليج للأبحاث عبد العزيز بن صقر، إن المشكل الحالية هي مشكلة ضمانات إذ لم يعد هناك ضامن لأمن الدول الخليجية، وبالتالي أصبحت تلك الدول تبحث عن بدائل، مع العلم أنها كانت ملتزمة مع الولايات المتحدة التزاما كاملا في السنوات الماضية.