تحلّ، يوم الخميس، الذكرى الثالثة لإعلان هزيمة تنظيم "داعش" الإرهابي في سوريا عام 2019، وسط هجمات دموية للتنظيم ضد القوات الحكومية وقوات سوريا الديمقراطية، اعتبرها محللون "تشبثًا بحلم العودة" خاصة في ظل عدم سيطرة الجيش السوري على كامل تراب البلاد.

وعلى مدار الأشهر الماضية، تصاعدت العمليات المعقدة للخلايا النائمة التابعة لداعش، كان أحدثها مقتل 15 عسكريًّا سوريًّا، قبل أيام، في هجوم للتنظيم المتطرف استهدف حافلة عسكرية في منطقة صحراوية وسط البلاد.

وكان أكثرها دموية هو الهجوم على سجن غويران في مدينة الحسكة، حيث يعد الأكبر منذ سقوط "الخلافة" المزعومة في 2019، حيث يشير إلى أن "مقاتلي التنظيم الذين كان يُعتقد بأنهم هُزموا إلى حد كبير، ربما أعادوا بناء قدرات قتالية أكثر تقدمًا مما كان معروفًا في السابق"، وفق صحيفة "واشنطن بوست".

حملة تمشيط مكثفة في الرقة بحثاً عن عناصر داعش

 

وفي 24 مارس 2019، قال الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب: "هُزم داعش بنسبة 100% في سوريا" بعد 5 سنوات من فرض سيطرته حيث تمكنت قوات سوريا الديمقراطية بدعم من التحالف الدولي، مِن طرد التنظيم خارج الباغوز آخر معاقله في سوريا بعد معركة عسكرية استمرّت أكثر من شهر.

حلم العودة

وتعقيبًا على ذلك، يقول الكاتب والباحث المتخصّص في حركات الإسلام السياسي مصطفى زهران، إن "خطر داعش ما زال قائمًا وإن كان التنظيم قد خرج من معاقله في العراق وسوريا، لكنه ما زال موجودًا بأفكاره وجيوبه الخفية".

أخبار ذات صلة

زعيم جديد لداعش.. "معلومة مثيرة" تفصح عن هويته
هجوم دموي لداعش في سوريا.. حافلة الموت ضمت عسكريين
كلهم يتامى.. عودة أبناء مقاتلي داعش إلى فرنسا تثير الاستياء
بـ"الخلايا النائمة".. "داعش" يعوض خسارة عناصره والأرض

 

وأضاف زهران، في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية": "لا يمكن القول أن هناك انتصارًا على داعش أو نهايته دون وجود دولة سوريا قوية قادرة على ضم أبنائها بين دفتيها، ومن ثم يمكن القول بأن سوريا ما زالت في المعركة ولا يوجد منتصر أو مهزوم".

وأوضح أن "الملاحظ خلال السنوات الأخيرة، أن داعش أعاد لملمة أوراقه وزاد من وتيرة هجماته في أكثر من صعيد، ما يعني أن حلم العودة ما زال يراوده مرة أُخرى وبالتالي لن تأمن البلاد من مكره وشره".

وأشار إلى أن "هناك عوامل تشكّل بيئة خصبة لزيادة قوة داعش داخل سوريا، وبالتالي هناك حاجة ملحة لإعادة النظر في معالجة الأزمات والسياقات التي تزيد بيئة العنف والتطرف داخل البلاد".

قوة قاتلة نشطة

وعقب فقدان التنظيم المساحة الجغرافية في سوريا بإعلان هزيمته في 2019، وزّع عناصره الباقية في شكل خلايا تمركزت على 4 آلاف كم مربع من جبل أبو رجمين شمال شرقي تدمر، وبادية دير الزور وريفها الغربي، وصولًا إلى بادية السخنة بجانب شمال الحدود الإدارية لمحافظة السويداء.

وحسب تقرير للأمم المتحدة نشر في فبراير الماضي، فإن "تنظيم داعش يحافظ على وجود سري كبير في العراق وسوريا ويشن تمردًا مستمرًّا على جانبي الحدود بين البلدين مع امتداده على الأراضي التي كان يسيطر عليها سابقًا"، لافتًا إلى أن "تنظيم داعش ما زال يحتفظ بما مجموعه عشرة آلاف مقاتل نشط" في العراق وسوريا.

تنظيم داعش فقد جزءا كبيرا من قوته بعد مقتل قياداته

 وقال ميجور جنرال جون دبليو برينان، قائد قوة المهام المشتركة في عملية "العزم الصلب"، إنه "رغم هزيمته عسكريا، ما زال داعش يشكّل تهديدًا وجوديًّا للمنطقة بسبب قدراته التي تدهورت بشدة، فبقاء داعش مستقبلًا يعتمد على قدرته على إعادة تعبئة صفوفه من خلال محاولات تفتقر للتخطيط مثل هجوم سجن غويران".

وحسب تقرير لمركز ويلسون، نُشِر في ديسمبر الماضي، فإن تنظيم "داعش" لا يزال يمثل قوة قاتلة نشطة للغاية في الشرق الأوسط، لا سيما في المناطق الريفية في العراق وسوريا.

ووفق التقرير، فإن التنظيم أكثر نشاطًا في وسط الصحراء السورية التي تسيطر عليها الحكومة السورية في الغالب وفي شمال شرق سوريا الذي تسيطر عليه قوات سوريا الديمقراطية حيث البيئة الأمنية والسياسية المعقدة.