ذكرت مصادر مقربة من رئيس الحكومة الليبية المكلف فتحي باشاغا أن تنسيقا يجري للتواصل مع المنظمات الدولية، ومنها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، لمحاولة إيجاد اتفاق ما على حل "أزمة الحكومتين" بما يرضي جميع الأطراف.
وبحسب هذه المصادر، فإنه من المتوقع أن يجري اتصال هاتفي بين غوتيريس وباشاغا.
"تدويل" المشكلة الليبية
ويرى مختصون بالشأن الليبي، في حديثهم لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن هناك تطورات قد تفصح عنها الأيام القادمة بعد اتصالات دولية وأممية بالشخصيات النافذة في ليبيا، ومنها أن يتولى رئيس البرلمان، المستشار عقيلة صالح، منصب رئيس الدولة والقائد الأعلى القوات المسلحة نهاية يونيو المقبل، وهو الوقت المحدد لنهاية خارطة الطريق لملتقى الحوار السياسي.
وبحسب المحلل السياسي عمران القبلاوي، فإن رغبة غوتيريس في الاتصال بفتحي باشاغا قد تكون محاولة لإقناع الأخير بالتراجع عن تولي الأمور، ومحاولة التوصل إلى اتفاق مع رئيس وزراء حكومة الوحدة الوطنية السابقة عبدالحميد الدبيبة، لتشكيل ما يشبه "حكومة مشتركة" لتجنب صراع محتمل في العاصمة طرابلس مع تمسك الدبيبة بمنصبه، ورفضه تسليم السلطة لباشاغا.
وبتعبير القبلاوي، فهذه التحركات تأتي في إطار "تدويل" المشكلة الليبية، وإصرار المجتمع الدولي ومؤسساته على أن يكون الحل ضمن إطار تضعه الدول ذات النفوذ في هذا الملف، خاصة تلك التي ترى أن حكومة الدبيبة هي أفضل وسيلة تساعدها في السيطرة على مصالحها في ليبيا، وتخشى وجود شخصية قوية على رأي أي حكومة جديدة.
اسم المبعوث الأممي
وفي تقدير المختص في الشؤون السياسية، الدكتور سعيد العرفاوي، فإن قُرب انتهاء مهمة ستيفاني ويليامز، مستشارة الأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا، نهاية هذا الشهر، تدفع غوتيريتس لاتخاذ خطوات استباقية للإسراع في حل يرضي الأطراف القوية في العالم، أو تجميد الوضع في ليبيا حتى يستطيع إيجاد اسم لمهمة رئيس البعثة الأممية في ليبيا، والذي تتصارع عليه عدة دول كبرى.
وفيما يستعد غوتيريس لتقديم أسماء المرشحين لتولي منصب مبعوث الأمين العام إلى ليبيا إلى مجلس الأمن الدولي، وهو المنصب الشاغر منذ استقالة السلوفاكي يان كوبيش نوفمبر الماضي، تدور في الكواليس صراعات دبلوماسية حول اسم المبعوث الجديد، حيث تريد الولايات المتحدة أن يكون من نصيب الدبلوماسية الأميركية ستيفاني ويليامز، وهو ما ترفضه روسيا، ويريد الاتحاد الإفريقي من جانبه أن يكون المبعوث من قارة إفريقيا.
اجتماع السفراء
وفي إطار الاتصالات الدولية الجارية، عقد رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، ونائباه عبدالله اللافي وعبدالله الكوني اجتماعا مع سفراء الإمارات ومصر وبريطانيا وإيطاليا والمغرب والجزائر والولايات المتحدة وتونس وإسبانيا وتركيا وفرنسا وروسيا والكونغو وألمانيا وهولندا ومالطا واليونان وقطر، إضافة إلى ستيفاني ويليامز.
وأكد الاجتماع أهمية دور المجلس في الخلاف الحالي بين رئيسي الحكومتين، السابقة برئاسة عبدالحميد الدبيبة، والجديدة برئاسة فتحي باشاغا المكلف من مجلس النواب.
واتفق المجتمعون في كلماتهم خلال اللقاء على أن يكون حل الأزمة السياسية بدون عنف وبالاتفاق بين كل الأطراف، مؤكدين على أن الانتخابات شرط ضروري، لكنه ليس كافيا لحل الأزمة الليبية، ومن هنا جاءت الحاجة إلى أن يرافق المجلس الرئاسي العملية الانتخابية بانتقال وطني يتضمن أهدافا مشتركة.