بين العمل كحلقة وصل مع السفارة المصرية لانجاز الأوراق الثبوتية اللازمة للعالقين على حدود بعض دول الجوار الأوكراني، مرورا بتقديم خدمات الإغاثة والإسعاف وتيسير الانتقالات، حتى تسهيل رحلة العودة "الشائكة" بأمان إلى أرض الوطن.
على هذا النحو تنوعت مهام وأدوار وفد لجنة الإغاثة الدولي للهلال الأحمر المصري على معابر دول جوار أوكرانيا، لتيسير طريق عودة العالقين المصريين، على وقع الحرب الدائرة منذ نحو ثلاثة أسابيع.
إغاثة دون تمييز
"أمان واغاثة دون تمييز"، شعار تصدر صفحة "الهلال الأحمر المصري" على "فيسبوك".
ويسعى وفد الإغاثة المصرية إلى تطبيقه على أرض الواقع؛ عبر تدشين نقاط ومراكز إغاثية وعلاجية لاستقبال القادمين من أوكرانيا دون تفرقة أو تمييز بين المصريين وغيرهم من الجنسيات العربية، وتيسير أمر عودتهم لبلادهم.
وقال مدير إدارة الصحة بجمعية الهلال الأحمر المصري محمود ثروت في حديث خاص لموقع"سكاي نيوز عربية" إن وفد الإغاثة الدولية للهلال الأحمر المصري دشن 3 مراكز خدمية عند الحدود الرومانية الأوكرانية؛ لاستقبال القادمين من أوكرانيا، وتقديم كافة أوجه الإغاثة المختلفة لهم.
وأردف: "سيتم لاحقا تدشين وتفعيل نقاط خدمة أخرى بدول الجوار سواء في بولندا أو المجر وهو ما سيتم خلال الأسبوع الجاري؛ من أجل تأمين عودة كل مصري داخل أوكرانيا لبلاده".
مهام وفد الهلال الأحمر
ويستعرض عزت أدوار ومهام الهلال الأحمر المصري، قائلا: "تبدأ المهام بإستقبال القادمين من المدن المختلفة في أوكرانيا، ثم العمل كحلقة وصل بين هؤلاء وبين السفارة المصرية؛ لتسهيل استخلاص الأوراق الثبوتية اللازمة وسرعة إنجاز أي وثائق تتطلب تدخل السفارة".
ويضيف: "بعد التأكد من استكمال جميع الأوراق المطلوبة، يقوم متطوعون بتوفير جميع المتطلبات اللازمة للعالقين من طعام وغيره، علاوة على توفير خطوط هاتفية مجانية لتسهيل تواصلهم مع ذويهم لطمأنتهم حتى عودتهم لبلادهم".
وضمن مهام الهلال الأخمر المصري؛ تقديم خدمات الإسعافات الأولية اللازمة، علاوة على الدعم النفسي وبشكل خاص للقادمين من المناطق التي شهدت اشتباكات ومعارك عنيفة، وفقا للمسؤول بالهلال الأحمر.
ولا يقف الأمر عند هذا الحد، بل تمتد مهمة الوفد الإغاثي المصري عند الحدود الرومانية الأوكرانية إلى التواصل والتنسيق مع السلطات المحلية؛ من أجل تأمين نقل المصريين وغيرهم من الجاليات العربية الأخرى، إلى العاصمة بوخارست، عبر القطار أو الحافلات، في مسافة تستغرق نحو 7 ساعات.
ويشير عزت إلى أن السفارة المصرية عملت على توفير "إقامات مؤقتة" لجميع العالقين داخل رومانيا، لحين عودتهم إلى القاهرة.
التحرك دون معوقات
وحتى يتاح للوفد الاغاثي التحرك بشكل سلس دون معوقات لتسهيل مهمته، أكد عزت أن الجهود الكبيرة التي بذلتها الحكومة المصرية والسفارة؛ لتسهيل وصول فريق العمل إلى المعابر أولا، والتنسيق الداخلي ثانيا مع الهلال الأحمر الروماني والسلطات المحلية، وفرع الهلال الأحمر في أوروبا.
واستعدادا للمهام المختلفة وتأديتها على أفضل وجه، ينوه المسئول المصري إلى أن إدارة التطوع والشباب للهلال الأحمر في مصر أطلقت نداء تطوع لكل المصريين والراغبين في تقديم الخدمات التطوعية على الحدود في الدول الحدودية المختلفة التي لها معابر.
ويتابع: "عقدنا مقابلات شخصية مع متطوعين من مصر وجنسيات أخرى واخترنا الأنسب، ممن جرى تدريبهم بشكل مكثف للعمل تحت مظلة الهلال الأحمر المصري".
تحديات الفريق الإغاثي
يتحدث المسؤول بوفد فريق الإغاثة الدولي عن أبرز التحديات التي يواجهها فريق العمل، قائلا: "في بداية الأمر كانت هناك خشية كبيرة من عدم فهم المتطوعين للدور الذي يقومون به، إضافة إلى الظروف المناخية الصعبة والتأقلم عليها، لكننا نعمل على تجاوز ذلك من نجاح مهمتنا".
وفي وقت سابق، استقبل السفير مؤيد الضلعي، سفير مصر في بوخارست، كل من محمود ثروت مدير إدارة الصحة بجمعية الهلال الأحمر المصري، ومصطفى رفعت مشرف غرفة عمليات الهلال الأحمر المصري ومسؤول الإغاثة الدولية، فور وصولهما إلى بوخارست من أجل المشاركة في الجهود الإنسانية على الحدود الرومانية.
واستهل فريق الهلال الأحمر المصري مهمته في بوخارست بعقد اجتماع مع السفير الضلعي وأعضاء السفارة، وذلك للتعرُف على التطورات الميدانية على الحدود الرومانية/الأوكرانية، وجهود الإغاثة التي يتم تقديمها هناك.
وفي إطار الاستعداد، زار الفريق المصري مقر الصليب الأحمر الروماني ببوخارست، وتم عقد اجتماع عبر تقنية الفيديو كونفرنس مع منظمة الصليب الأحمر الدولية.