ارتفعت أصوات بالجزائر تطالب بضرورة النظر في مستقبل الطلبة العائدين من أوكرانيا، وإنقاذهم من "شبح" ضياع مشروعهم الدراسي عن طريق إدماجهم في الجامعات الوطنية لمواصلة دراستهم المتوقفة.
وكان على رأس المطالبين بهذه الخطوة، الاتحاد العام للجزائريين بالمهجر، الذي بدأ التحرك في هذا المسعى، منذ أن تلقى رسائل من طرف العديد من الطلبة الجزائريين في أوكرانيا، الذين باتوا يخشون على تحصيلهم العلمي من المجهول بسبب استمرار الحرب، خاصة أن منهم مَن كان على وشك التخرج والتحصل على الشهادة الجامعية.
"الإدماج" أو المجهول
وتأكيدا لهذه الخطوة، أفاد رئيس الاتحاد العام للجزائريين بالمهجر، سعيد بن رقية، بأنه "اجتمع عبر تقنية "الزوم" مع عدد من الطلبة النازحين من أوكرانيا إلى الجزائر ودول أخرى، وبعد دراسة أوضاعهم، تمت التوصية ضرورة التوجه نحو طلب إدماجهم بالجامعات الجزائرية وفي جامعات الإقامة خارج الوطن، بحسب تخصص كل طالب".
ودعا سعيد بن رقية في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية" قطاع التعليم العالي بالجزائر إلى "دراسة الفكرة وتقديم التعليمات اللازمة إلى مدراء الجامعات لاستقبال هؤلاء الطلبة، كلَّ في ولايته ووفق تخصصه، وهذا في إطار القانون الساري حتى لا يذهب مشوارهم العلمي سدى".
وفي السياق ذاته، دعا الاتحاد العام للجزائريين بالمهجر وزارة الخارجية في بيان إلى "إعطاء التعليمات اللازمة إلى سفراء وممثلي التمثيليات الدبلوماسية بالخارج لاستقبال فئة الطلبة النازحين من أوكرانيا والموجودين بالدول المجاورة، وبقية الدول الأوروبية من أجل مساعدتهم في تسوية وضعياتهم والتكفل بانشغالاتهم، في إطار القانون عن طريق التحويلات الجامعية أو الإدماج في جامعات الدول المضيفة في إطار التخصص".
وأبدى رئيس الاتحاد العام للجزائريين بالمهجر في حديثه تفاؤلا باستجابة السلطات لندائهم بخصوص التكفل بالطلبة العائدين من أوكرانيا بإدماجهم بالجامعات الجزائرية، سواء فيما تبقى من السنة الجامعية الجارية أو مع الدخول الجامعي المقبل.
ومن جانبه، أوضح الأستاذ الجامعي رضوان بوهيدل لموقع "سكاي نيوز عربية" أنه "من حق الطلبة الجزائريين العائدين من أوكرانيا بسبب استمرار الحرب هناك، المطالبة بإدماجهم في معاهد التعليم العالي بالوطن، لكن لا بد من مراعاة القوانين الجزائرية السارية، التي تختلف عن نظيرتها في أوكرانيا".
هنغاريا تفتح أبوابها
وفي مسعى إيجابي بالنسبة للطلبة الجزائريين النازحين من أوكرانيا، قررت حكومة هنغاريا السماح لهم بمواصلة دراستهم في جامعاتها.
وقد جاء في بيان للسفارة الجزائرية في بودابست الثلاثاء، أن "الحكومة الهنغارية اتخذت قرارا بالسماح للطلبة الجزائريين الوافدين من أوكرانيا بإتمام دراستهم على مستوى الجامعات المجرية".
وبخصوص الطلبة الراغبين في استئناف دراستهم المعلقة إثر العملية العسكرية في أوكرانيا، دعاهم المصدر ذاته إلى "الاتصال بمصالح السفارة عن الطريق الإيميل والهاتف أو زيارتها أيام العمل للحصول على كل المعلومات ومرافقتهم في هذا الشأن".
وتعليقا على هذه الخطوة، ثمن رئيس الإتحاد العام للجزائريين بالمهجر، سعيد بن رقية "إجراءات سلطات هنغاريا بفتح أبوابها للطلبة الجزائريين القادمين إليها من أجل مواصلة دراستهم لديها"، داعيا مندوب الإتحاد العام للجزائريين بالمهجر في شرق أوروبا بالقيام بمرافقة هؤلاء الطلبة في دول تلك المنطقة.
يذكر أن وزارة الخارجية الجزائرية أشرفت مطلع مارس الجاري على أول إجلاء لأفراد الجالية الجزائرية الفارّين من جحيم الحرب في أوكرانيا، عبر رحلة خاصة للخطوط الجوية الجزائرية انطلاقا من العاصمة الرومانية بوخارست، وقد كان من بينهم طلبة جامعيون.