نفت الحكومة الليبية الجديدة برئاسة فتحي باشأغا ما أُشيع حول مقترح مقدم من المبعوث الأميركي إلى ليبيا، ريتشارد نورلاند، إلى بأشاغا، باستمرار الحكومة السابقة برئاسة عبد الحميد الدبيبة مع إجراء تعديلات طفيفة عليها.
وبحسب بيان للمكتب الإعلامي لباشأغا فإن الحكومة الجديدة، المكلفة من البرلمان، اتخذت كافة الإجراءات الإدارية والتدابير الأمنية لإتمام عملية التسليم والاستلام وفقا للقانون.
كما جدد البيان الدعوة لكافة وسائل الإعلام لتحري الدقة في نقل الأخبار المتعلقة بالحكومة من مصادرها.
تعطيل خارجي وداخلي
وحذر المحلل السياسي عمر أبو سعيدة من أن الهدف مما يحدث الآن هو سعي بعض القوى الدولية والإقليمية لاستمرار الأزمة الليبية، وتواتر الحلول الخارجية غير المجدية، مبينا أن من كان وراء إيقاف تقدم الجيش نحو العاصمة طرابلس (في 2019 وقت حكومة الوفاق غير الشرعية بقيادة فايز السراج) لينهي فوضى انتشار السلاح، هم نفس الجهات والشخصيات التي تحاول منع استلام الحكومة الجديدة التي اتفق أغلب الليبيون عليها.
ويضيف أبو سعيدة لموقع "سكاي نيوز عربية" أن ما يقوم به رئيس الحكومة السابقة من تعطيل التسليم، ليس من أفكار الدبيبة، بل أوامر محلية من قيادات متطرفة وميليشياوية من مدن طرابلس والزاوية ومصراته.
ووفق الخبير الأمني، عبد الحميد الكاسح، فإن استلام الحكومة الجديدة أعمالها هو السبيل الوحيد لوقف أي "حرب" قادمة، كما أنه الأسلوب الوحيد الذي يُمكن له أن يقود البلاد لمرحلة الانتخابات في أجواء أكثر مثالية.
وفي حديثه لـ"سكاي نيوز عربية" نبَّه إلى أن استمرار حكومة الدبيبة حتى موعد الانتخابات القادمة - كما يطلب الدبيبة- معناه بكل وضوح عدم الوصول للموعد الجديد للانتخابات، مستدلا على ذلك بفشل حكومة الدبيبة في إجراء الانتخابات في موعدها 24 ديسمبر المنصرم.
ومن المنتظر أن يكون أول عمل للحكومة الجديدة هو أن تُنهي وجود الميليشيات، بحسب الكاسح، معتبرا أن "لدى باشأغا القدرة للقيام بهذا الأمر، وهو أمر ربما المجتمع الدولي لا يبدو أنه مستعد للموافقة عليه؛ ما يعني أن الاشكالية الكبيرة والمعضلة المستعصية ليست داخل ليبيا".
تدخل شيوخ مصراتة
وسبق أن طالبت قيادات اجتماعية وحكماء من مدينة مصراته بغربي ليبيا، وهي محل ميلاد كلا من الدبيبة وباشأغا، رئيس الحكومة الجديدة بوقف تحرك قوة مسلحة تابعة له إلى طرابلس، وأن يمنحهم فرصة لإنهاء مشكلة التسليم والاستلام بين الحكومتين، وهو ما وافق عليه باشأغا.
وجاء احتشاد القوة الداعمة لباشأغا، الخميس، عقب إعلان قوة مسلحة "قوة العمليات المشتركة" المؤيدة للدبيبة حالة الاستنفار والتعبئة القصوى في طرابلس؛ لمنع انتقال الحكومة الجديدة إلى العاصمة.
وكان رئيس لجنة المصالحة في مصراتة محمد الرجوبي قال في تصريحات له أن هدف جميع الليبيين هو الوصول إلى الانتخابات، ويأملون من رئيس الحكومة المكلف من مجلس النواب فتحي باشاغا أن يدعم هذا الهدف.
وأكد أن أبناء مصراتة لن يدخلوا في حرب مهما كانت الظروف، موضحا بأنه على تواصل مع أعيان ومشايخ إقليم برقة (المنطقة الشرقية)، والكل يطالب بالانتخابات لأنها المخرج الوحيد للأزمة.
يأتي هذا، فيما أعلنت المستشارة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا، ستيفاني وليامز، أن رئيس الحكومة السابق عبد الحميد الدبيبة، قد يجري محادثات مباشرة مع رئيس الحكومة الجديد فتحي باشأغا، لحل الأزمة السياسية في البلاد.
وأوضحت وليامز في تصريحات صحفية أن الدبيبة وباشاغا أبديا ردود فعل إيجابية، وأن الشيء الجيد هو أن الجميع مستعد للمشاركة في حوار بنّاء.