تنتقد دول غربية موافقة روسيا على السماح للسوريين بالتطوع للقتال إلى جانب القوات الروسية، خصوصا في منطقتي دونيتسك ولوغانسك، لكنها لا تتوانى عن الكشف عن إرسال مرتزقتها للقتال إلى جانب القوات الأوكرانية.
حتى إن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن أوكرانيا تقاتل عدوا "يجمع قوات الاحتياط والمجندين من جميع أنحاء روسيا ليلقي بهم في أتون الحرب، و(هو عدو) يأتي بمرتزقة ضد شعبنا. (إنهم) شبيحة من سوريا"، وفقا لما ذكرته رويترز.
وتثير مشاركة متطوعين أجانب في القتال في أوكرانيا مخاوف من أن تؤدي لزيادة الإرهاب عالميا، خاصة بعد تجارب أفغانستان وتنظيم داعش.
المتطوعون السوريون
مع دخول الحملة الروسية في أوكرانيا أسبوعها الثالث، أعلن الكرملين السماح للسوريين بالتطوع للقتال إلى جانب القوات الروسية، في وقت تتوالى فيه التحذيرات من خطر استغلال المقاتلون الأجانب في الحرب الأوكرانية.
وقال الكرملين، اليوم الجمعة إنه "بإمكان السوريين التطوع للقتال إلى جانب روسيا في أوكرانيا".
وفي وقت سابق، دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتن للترحيب بالمتطوعين الذين يريدون قتال القوات الأوكرانية، ومساعدتهم على الوصول للجبهات، خصوصا إلى منطقة دونباس.
وخاطب وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو اليوم الجمعة بوتن، خلال اجتماع للأعضاء الدائمين لمجلس الأمن الروسي، بالقول: "نتلقى أعدادا هائلة من الطلبات من المتطوعين من دول مختلفة يرغبون في التوجه إلى جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين بغية المشاركة في ما يعتبرونه حركة تحرير، ومعظمهم من دول الشرق الأوسط حيث تجاوز عدد الطلبات عتبة الـ16 ألفا".
وتابع: "في هذه المسألة نعتبر من الصحيح الرد إيجابا على هذه الطلبات، خاصة وأنها تأتي ليس لاعتبارات مالية بل بسبب الرغبة الحقيقية من قبل هؤلاء الناس، ونعرف الكثيرين منهم وهم سبق أن ساعدونا في الحرب ضد داعش في أصعب فترة، خلال السنوات العشر الماضية".
بدوره، أشار بوتن، ردا على هذا الكلام، إلى أن "الممولين الغربيين للنظام الأوكراني لا يخفون عملهم على جمع مرتزقة من مختلف أرجاء العالم ونقلهم إلى أوكرانيا"، محملا إياهم المسؤولية عن "التجاهل التام لكافة أعراف القانون الدولي".
وأضاف الرئيس: "لذلك عندما ترون أن هناك أشخاصا يرغبون في التوجه إلى دونباس لمساعدة سكانها، وذلك ليس من أجل المال، فيجب الرد إيجابا ومساعدتهم في الذهاب إلى منطقة القتال".
مرتزقة الغرب مرحب بهم
وفيما تتحدث وسائل إعلام غربية، أميركية وبريطانية على وجه التحديد، عن فيلق للمقاتلين الأجانب (المرتزقة) في أوكرانيا، فإنها تبدو وكأنها تتنقد الخطوة الروسية بالسماح لمتطوعين سوريين للقتال في أوكرانيا، وكأنه كما يقول بعض المعلقين "حلال لهم وحرام على الروس".
Tمع تواتر المعلومات والتقارير الصحفية الغربية، عن بدء توافد متطوعين أميركيين ومن جنسيات أوروبية مختلفة، للقتال في أوكرانيا ضد القوات الروسية، أكدت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون"، أنها "لا تعرف العدد الدقيق للأميركيين الذين يريدون التوجه إلى أوكرانيا للقتال كمتطوعين".
وكان الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، قد أعلن سابقا عن بدء تشكيل ما يسمى بـ"الفيلق الدولي" للقتال ضد القوات الروسية في أوكرانيا.
وتحاول أوكرانيا استقطاب الأجانب الراغبين في القتال بجانبها، إذا كانوا من ذوي الخبرة، وقامت بإعفائهم من الحصول على التأشيرة، بهدف تسريع عملية انضمامهم.
وبحسب تقارير صحفية، فإن السفارة الأوكرانية في العاصمة الأميركية واشنطن، شهدت إقبالا ملحوظا للمتطوعين الراغبين في القتال بأوكرانيا.
فيما كشفت مصادر صحفية أميركية أن العشرات من المحاربين القدامى الأميركيين ممن خدموا في العراق وأفغانستان، قد التحقوا بالحرب في أوكرانيا، بينما يستعد العشرات منهم، حسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، للسفر إليها لمقاتلة الروس.
16000 متطوع والراتب 3000 دولار
فقد أفردت صحيفة الغارديان البريطانية تقريرا بعنوان "سوريا تجند قوات من جيشها للقتال مع القوات الروسية في أوكرانيا"، قالت فيه إن ما يصل إلى 16000 متطوع يتقاضون رواتب تصل إلى 3000 دولار شهريا، مشيرة إلى أن هذا المبلغ "يصل إلى 50 ضعف الراتب الشهري للجندي السوري".
وأضافت الصحيفة البريطانية "بدأ الجيش السوري في تجنيد قوات من صفوفه للقتال إلى جانب القوات الروسية في أوكرانيا، ووعد بدفع 3000 دولار شهريا".
وأوضحت أنه "تم نشر إشعارات التجنيد على مواقع إلكترونية مرتبطة بالنظام السوري في الأيام الأخيرة، بما في ذلك وصلة ذات علاقة مرتبطة بالفرقة الرابعة، إحدى الوحدات الأساسية للرئيس السوري بشار الأسد".
وبحسب الصحيفة، فإن أحد الإعلانات ينص على أن القوات التي ستوقع على الإشعار ستتوجه للقتال في أوكرانيا.
وقالت إن عرض مثل هذا الراتب سيثبت على الأرجح أنه إغراء مهم للقوات الموالية للأسد، التي استعادت السيطرة على ما يقرب من ثلثي سوريا.
وأشارت إلى أن أحد هذه الإشعارات الموجهة إلى "رجال مكتب أمن الفرقة الرابعة"، يعرض "عقد موظف للتجنيد الفوري بالإضافة إلى السعي للحصول على التفاصيل الأساسية.
كما يقدم الإشعار وصفا وظيفيا يتضمن" الغارات العسكرية والعمليات في الخارج والسفر إلى أوكرانيا، مع كل المقدمة. الراتب يصل إلى 3000 دولار حسب الخبرة".
كما تم نشر العديد من المنشورات يوم الجمعة من قبل جنود أو أنصار الأسد يطلبون معلومات حول كيفية التجنيد والتطوع للقتال إلى جانب القوات الروسية.