أكد مصدر دبلوماسي مصري مطلع أن الحديث الروسي عن استخدام القوات الأوكرانية عددا من المصريين والأردنيين وغيرهم دروعا بشرية في شرق البلاد، أمر "لا أساس له من الصحة، ويأتي في إطار تبادل الاتهامات بين الجانبين".
وقالت وزارة الدفاع الروسية مؤخرا، إن القوات الأوكرانية تحتجز أكثر من 5 آلاف أجنبي، من بينهم 40 مصريا و200 أردني و15 من فيتنام في خاركيف (شرقي أوكرانيا)، وتستغلهم "دروعا بشرية"، في خضم الحرب الدائرة التي دخلت أسبوعها الثاني.
لكن مصدرا دبلوماسيا مصريا مطلعا، نفى ما تردد عن احتجاز قوات أوكرانية لمصريين وعرب، واستخدامهم دروعا بشرية.
وقال المصدر في حديث خاص لموقع "سكاي نيوز عربية" إن ما أعلنته روسيا، يدخل في إطار "الاتهامات المتبادلة بين الجانبين، بعد فشل محاولات الإجلاء الآمن للمدنيين خلال الأيام الماضية، من خاركيف ومدن بشرق أوكرانيا تشهد عمليات عسكرية".
وقال المصدر الدبلوماسي إن "كل طرف، سواء الروسي أو الأوكراني، كان يسعى لتعليق فشل الممر الآمن وعملية إجلاء الأجانب خلال الأيام القليلة الماضية على الطرف الآخر".
وأبرز المصدر الدبلوماسي أن أوكرانيا عملت على وقف الإجلاء عن طريق روسيا، قائلا: "كان هناك تخوف من خروج المدنيين الأوكرانيين تجاه روسيا، خشية استغلالهم من الجانب الروسي كرهائن أو الضغط عليهم لاحقا بأن يكونوا جزءا من عملية استفتاء مستقبلية تعمل على اقتطاع مزيد من الأراضي الأوكرانية".
يشار إلى أن وزارة الخارجية الأوكرانية، قد ذكرت، الثلاثاء، إن القصف الروسي يعلق إجلاء المدنيين ويعطل وصول المساعدات الإنسانية.
في المقابل، وجهت موسكو اتهامات لكييف بأنها تتحمل مسؤولية عدم السماح بإجلاء المدنيين، وقال رئيس المركز الوطني لقيادة الدفاع في روسيا العقيد ميخائيل ميزينتسيف، إن الجانب الأوكراني لم يخطر سكانه بإمكانية الإخلاء الآمن من كييف وخاركيف وماريوبول وسومي.
حرب نفسية
ومن جهة أخرى، قال الخبير الاستراتيجي المصري سمير فرج في حديث لموقع"سكاي نيوز عربية" إن الإعلان الروسي عن استخدام قوات أوكرانية لمصريين وأجانب دروعا بشرية، يأتي في إطار "حرب نفسية واتهامات متبادلة بين الجانبين".
وأوضح فرج: "أوكرانيا اتهمت روسيا من وقت سابق بإحضار مقاتلين من الشيشان ومن شمال سوريا، والثانية تتهم أيضا الأولى بسبب استخدام الأجانب، سواء مصريين أو عرب، دروعا بشرية في مناطق القتال".
وشدد الخبير الاستراتيجي المصري على أن ما أعلنته روسيا "لا أساس له من الصحة، وفي إطار حرب كلامية بين الجانبين".
ونبه فرج إلى أن الصراع في أوكرانيا "تحول لحرب مدن، والخطة الروسية باتت تعتمد حاليا على سياسة حصار المدن حتى لا تخسر قواتها".
أفضلية الإجلاء للأجانب
ومن جهة أخرى، شدد محمد فرج رئيس تحرير وكالة أوكرانيا بالعربي في حديث من كييف لموقع "سكاي نيوز عربية"، على أن "من يحاصر خاركيف هم الروس، فيما تجرى عمليات الإجلاء من خلال السلطات الأوكرانية، حيث إن الأخيرة هي من طلبت وجود ممرات آمنة لإجلاء الأجانب".
ولفت إلى أنه "لا يتم التمييز في عملية الإجلاء بين أجنبي وأوكراني، بل إن الأجنبي له فرص وأفضلية أكبر لأنه غير مطلوب للخدمة العسكرية، في حين أن الأوكرانيين الرجال لا يستطيعون المغادرة وفقا لقانون التعبئة العامة".
وأعلن مركز التنسيق للاستجابة الإنسانية الروسي بأوكرانيا ونائبة رئيس الوزراء الأوكراني إيرينا فيريشوك، الأربعاء، التوصل لاتفاق بشأن وقف إطلاق النار، للسماح بإجلاء بعض المدنيين، لكن الجانبين اختلفا بشأن موقع الممرات الآمنة.
وقال مركز التنسيق إنه سيوفر أكثر من ممر، لكن معظمها سيؤدي إلى روسيا، إما بشكل مباشر أو عبر بيلاروسيا.
وتقترب الحرب الروسية من إتمام أسبوعها الثاني، وقد خلفت موجات نزوح كبيرة، كما أن أعباء إنسانية كبيرة خلفتها الحرب التي لا تبدو قريبة من وضع أوزارها.
ووفقا لتقديرات الأمم المتحدة، فقد وصل عدد اللاجئين الفارين من أوكرانيا إلى مليوني شخص، في أسرع موجة نزوح جماعي تشهدها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
وكتب فيليبو غراندي، مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين، على "تويتر": "وصل تدفق اللاجئين من أوكرانيا إلى مليوني شخص. مليونان!".