استدعت وزارة الخارجية الموريتانية السفير المالي المعتمد في نواكشوط، وذلك لإبلاغه احتجاجا شديد اللهجة على ما تكرر في الآونة الأخيرة من أعمال إجرامية، تقوم بها قوات نظامية مالية، على أرض مالي، في حق مواطنين موريتانيين عزل.

وذكرت الخارجية بموقف موريتانيا "المؤسس على اعتبارات أخوية وإنسانية ومراعاة لأواصر التاريخ والجغرافيا، الرافض لتجويع الشعب المالي الشقيق، مؤكدة أن أرواح المواطنين الأبرياء وأمن ممتلكاتهم ستبقى فوق كل اعتبار".

مفقودون في مالي

وكانت وزارة الداخلية الموريتانية قالت في وقت سابق إن السلطات العليا للبلد تتابع باهتمام بالغ، المعلومات التي تؤكد فقدان الاتصال بعدد من المواطنين الموريتانيين في الأراضي المالية.. وأكد بيان رسمي أن "كافة الإجراءات اللازمة قد اتخذت وعلى جناح السرعة للتأكد من مصير المواطنين المفقودين، وتقصي المعلومات الدقيقة بشأنهم".

وأكد البيان لذوي المفقودين وللرأي العام الوطني أن السلطات الموريتانية تبذل أقصى الجهود وتقوم بالاتصالات والإجراءات اللازمة والحازمة، لمعرفة حقيقة وضعية هؤلاء المواطنين، ووعد بانه سيتم الكشف أولا بأول عن أي معلومات للرأي العام ولأهالي المفقودين، فور التأكد من صدقيتها.

ويتعلق الأمر بخمسة وثلاثين موريتانيا تم اختطافهم بسيارات مجهولة في 02 مارس الجاري، بينما كانوا يسقون مواشيهم عند حنفية مياه في الجانب المالي قرب الحدود المالية الموريتانية.

حديث عن مجزرة

وفي تسجيل فيديو متداول على وسائط التواصل الاجتماعي قال مولاي أحمد ولد القاضي من سكان عدل بگرو قرب الدود المالية، إن الجماعة المذكورة "تم اختطافهم قبل أيام عند ربينة العطاي، حيث حملتهم سيارات مجهولة، وتم شحن سيارتين أخريين بالمواشي، وتركوا سبعة أنفار يبدو أن السيارات لم تستطع حملهم فأوثقوهم وتركوهم في عين المكان".

ويضيف ولد القاضي في التسجيل المذكور: "في البداية قيل لنا إنهم بأمان وإنهم في يد الجيش المالي والروسي معا، وبعد ثلاثة أيام ثبت لنا أن مجزرة حصلت على بعد ثلاثة كيلومترات، واستطاع أحد أبناء المخطوفين التعرف على جثة أبيه".

وطالب ولد القاضي باسم سكان المنطقة سلطات بلاده بالتدخل لحماية المواطنين خصوصا وأن "الدولة الجارة قد أعطتهم الأمان بشرط ألا يستخدموا رعاة من الأجانب، وبالرغم من ذلك فالحوادث تتكرر، وآخرها إطلاق النار نفس اليوم على مواطنين في سيارة من قبل الجيش المالي والمرتزقة الروس وبعد تثبتهم من هويتهم تركوهم دون تقديم العلاج أو الإبلاغ عنهم وهما الآن يتلقيان العلاج في مستشفى النعمة"

حوادث متكررة

مع ما تشهده مالي من اضطرابات سياسية وأمنية تتكرر حوادث خطف وقتل الموريتانيين الذين لا يجدون بدا من رعي مواشيهم في الأراضي المالية خصوصا في فترات الجفاف التي تشهدها موريتانيا نظرا لقلة الأمطار.

ومن آخر تلك الحوادث مقتل سبعة موريتانيين من أصل 14 تم اختطافهم الأربعاء 19 يناير 2022، حين كانوا يرتادون سوقا أسبوعيا داخل الأراضي المالية.

وأعلن بيان للرئاسة الموريتانية حينها عن إيفاد بعثة إلى مالي تضم وزراء الخارجية والداخلية والدفاع ومدير الأمن الوطني لاستجلاء الموقف.

وحسب سكان محليين فإن منطقة الشريط الحدودي بين موريتانيا ومالي تشهد انفلاتا أمنيا منذ بضعة أشهر، وقد انسحبت منها كافة السلطات المالية منذ سنتين. ورغم ذلك فقد ظل سكان المدن والقرى القريبة من الحدود يمارسون حياتهم بشكل عادي ويعبرون الحدود جيئة وذهابا.

 وجددت السلطات الموريتانية دعوتها لمواطنيها في المناطق الحدودية إلى توخي الحذر واليقظة، وعدم التوجه إلى تلك المناطق الواقعة خارج حدودنا وفي بلد يمر حاليا بظرفية خاصة، حرصا على سلامتهم وأمنهم.