تمكنت السلطات الجزائرية من التواصل مع المسؤولين عن حفظ الجثث بمستشفى خاركيف بأوكرانيا، حيث يتواجد جثمان الطالب محمد عبد المنعم طالبي الذي قتل خلال العمليات العسكرية الدائرة هناك، تمهيدا لنقله إلى بلاده.

وأكد عم الطالب الجزائري كمال طالبي، في اتصال هاتفي مع موقع "سكاي نيوز عربية"، أن السفارة الجزائرية أبلغت الطاقم الطبي بالمستشفى الأوكراني وصية عائلته، بالحفاظ على الجثمان لحين نقلها إلى الجزائر، لإتمام مراسم الدفن في مسقط رأسه، وعلى الطريقة الإسلامية.

وتعهد المستشفى الأوكراني بالحفاظ على الجثمان وعدم دفنه في أي مكان، وذلك احتراما لمشاعر العائلة الجزائرية.

وأشار عم الطالب إلى أن العائلة تدرك جيدا صعوبة نقل الجثة في ظل الظروف الراهنة، وتشكر المستشفى على هذا القرار الإنساني الذي سيساهم في التخفيف من حدة الوجع الذي أصابهم برحيل واحد من أعز أبنائهم.

وتمكنت المستشفى من تحديد هوية الطالب من خلال أوراق الهوية التي كان يحملها محمد أثناء القصف، بعد أن تلقى رصاصة أطلقها قناص عليه، أثناء تواجده قرب مدخل أحد الملاجئ التي كان يحتمي بها السكان من القصف.

وصول أول طائرة إجلاء لجزائريين عالقين على حدود أوكرانيا

أخبار ذات صلة

العرب والخروج من أوكرانيا.. نجح بعضهم وآخرون يعانون

تلمسان تستقبل التعازي

وأعلنت الجزائر يوم 27 فبراير 2022، وفاة أحد رعاياها في خاركيف، ثاني أكبر المدن الأوكرانية، أثناء القصف الروسي.

وأكدت وزارة الخارجية في بيان رسمي وفاة الطالب الجزائري، وأعربت عن أسفها الشديد للحادث، من دون تقديم الكثير من التفاصيل عن ظروف مقتله.

وقدم رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون تعازيه لعائلة الفقيد، وذلك في بيان لرئاسة الجمهورية.

ولا تزال عائلة الطالب بمدينة تلسمان تتلقى التعازي، رغم مضي أكثر من أسبوع من الحادث، حيث توجه عدد كبير من سكان المدينة ومسؤولي السلطات المحلية وعلى رأسهم والي الولاية ورئيس الدائرة، إلى منزل طالبي، كما سافر العديد من المواطنين الجزائريين من المدن المجاورة لتقديم واجب العزاء لعائلة الراحل.

أخبار ذات صلة

الجزائر تعلن "وفاة" أحد رعاياها في أوكرانيا
كييف: روسيا تخرق كل قواعد الحرب

رصاصة تغتال طموح مهندس الطيران

ولد محمد عبد المنعم طالبي عام 3 يونيو 1997 بمدينة تلمسان غربي الجزائر، وحسبما أكده أفراد عائلته فقد تميز بذكائه.

وعاش أول 4 سنوات من حياته في مدينة تلسمان، قبل أن ينتقل للعيش في الإمارات سنة 2002 رفقة والديه، حيث أكمل المراحل الابتدائية والمتوسطة والثانوية، ثم التحق بجامعة الإمارات لسنة واحدة لدراسة تخصص القانون الدولي، ليسافر بعد ذلك إلى أوكرانيا لمواصلة دراسته، حيث تخصص في هندسة الطيران.

وقبل شهرين من اندلاع الحرب في أوكرانيا، كان محمد قد أكمل دراسته الجامعية، وحصل على شهادته الجامعية ولم يتبق له سوى إكمال بعض الملفات الإدارية للعودة إلى الجزائر أو الإمارات للعمل.

أخبار ذات صلة

مصر تستقبل دفعة جديدة من "العائدين من أوكرانيا"
حقيقة "الفيديو المرعب" لحريق أكبر محطة نووية في أوروبا

إصرار من الوالد

ونشر والد الراحل مولاي عبد الحفيظ طالبي، عددا من مقاطع الفيديو للتأكيد على ضرورة ألا يدفن جثمان ابنه في أوكرانيا أو أي بلد آخر غير الجزائر، مناشدا السلطات التدخل والإسراع في الحفاظ على الجثة، وضمان نقلها إلى مسقط رأسه في الوقت المناسب.

وقال مولاي عبد الحفيظ: "لن نسمح لأي جهة كانت بدفن جثمان ابني في مدافن خاركيف بأوكرانيا"، مناشدا رئيس الجمهورية ووزير الخارجية لبذل قصارى جهدهم لما سماه "مطلبه الوحيد"، وهو نقل جثمان ابنه إلى أرض الأجداد ليدفن فيها.