وصلت إلى لبنان، فجر الجمعة، دفعة جديدة من الطلاب الذين كانوا في أوكرانيا، ثم قدموا عن طريق بوخارست، إلى مطار رفيق الحريري في العاصمة بيروت.

وعلم موقع "سكاي نيوز عربية" أن دفعات جديدة ستلي هذه الدفعة، وأن مبادرات فردية تقوم بتنسيق عودة الطلاب سالمين دون عناء الكلفة بطلها رجل أعمال لبناني مقيم في العاصمة الرومانية بوخارست.

وقال أحد الطلاب الواصلين فجر الجمعة لموقع "سكاي نيوز عربية"، "هذه اللحظة هي حلم بالنسبة لي، أكاد لا أصدق أنني وصلتُ إلى لبنان".

وأضاف "خرجنا من خاركيف إلى كييف، ومن ثم إلى الحدود الرومانية. أمضينا 3 أيام في الطريق تحت القصف. ولم تنتهِ أزمتنا هناك، لأننا احتجنا إلى 13 ساعة إضافية للوصول للعاصمة بوخارست".

وقال طالب آخر: "كانت رحلة صعبة للغاية استمرت لـ5 أيام، رأينا فيها الموت بعيوننا فلا طعام، ولا ماء، لكن على المعبر الحدودي مع رومانيا تغيرت أحوالنا واستقبلتْنا جمعياتٌ سهلت أمورنا"

العبور من بولندا

ولم يكن العبور من ناحية الحدود مع بولندا أقل خطورة، إذ قال الطالب عبدالله الشامي، لموقع "سكاي نيوز عربية" إنه وصل إلى بولندا بعد معاناة، قائلا إن الطلاب اللبنانيين انقسموا إلى قسمين، الأول منهم في شرق أوكرانيا، أي على الحدود مع روسيا، ولا حيلة لهم سوى التوجه إلى الملاجئ ومحطات المترو والقطار.

وأضاف عبد الله: "بالنسبة للطلاب الذين يقطنون في القسم الغربي، أي على الحدود البولندية، فلم يسلموا من المعاناة. صحيحٌ أن الهرب نحو بولندا متاح، إلا أنهم إصطدموا بعراقيل هددت حياتهم.

عبد الله تمكن من الهرب من مدينة خاركيف التي شهدت قصفاً روسياً عنيفاً روى لـ"موقع سكاي نيوز عربية "أنّه بعد أكثر من 16 ساعة على متن القطار وسط قصف عنيف، تمكن برفقة أصدقائه الذين يرافقونه من الوصول إلى حدود بولندا.

وتابع: "حرمنا من الشرب والطعام وانفصلنا عن المواطنين اللأوكرانين، وكانت بيننا مجموعات من الأفارقة والطلاب العرب، وشهد المكان الكثير من الفوضى إلى أن استطعنا عبور الحدود على الرغم من القصف الذي كان يحيط بنا".

وتابع "في بولندا كانت لدينا مهلة 15 يوما كإقامة مجانية؛ بما في ذلك الطعام وعلينا أن نغادر بعد ذلك أما اليوم فوجودنا شرعي"

وعن مصير العام الدراسي قال: "مصيرنا الدراسي مجهول ومن المؤسف أننا وبعد 5سنوات من الدراسة لا أدري هل سأتمكن من إتمام السنة السادسة ؟"

وختم: "أبحث عن أية فرصة في دولة أوروبية قبل التفكير في العودة إلى لبنان، إن لم أفلح في ذلك سأعود حتما".

ويبلغ عدد أفراد الجالية اللبنانية فى أوكرانيا 2500 شخص، بينهم نحو 700 يحملون الجنسية الأوكرانية، ما يجعل الدولة مسؤولة عنهم كأي مواطنين أوكرانيين، وقد يخضع بعضهم لقرار التعبئة العامة، يُضاف إليهم نحو 1200 طالب غادر منهم 300 إلى لبنان منذ ثلاثة أسابيع.

ويبقى 850 شخصاً منهم تم تسجيلهم على منصة وزارة الخارجية والمغتربين كانوا قد عبروا عن رغبتهم بالعودة إلى لبنان.

صعوبات مادية

وقال والد طالب لبناني ما يزال في بولندا لموقع "سكاي نيوز عربية"، وصل ابني إلى بولندا وليس معه أكثر مما يعادل 20 دولاراً بالعملة الأوكرانية، وكان من الصعب عليه تحويلها إلى عملة بولندية، وتَعَذَّرَ علينا إرسال أي مبلغ بالدولار إليه من لبنان".

وأطلق عدد من اللبنانيين شبكة دعم ومساعدة. وتولى رجل أعمال لبناني التنسيق بين مختلف الجهات وعمم لائحة بأسماء وأرقام طلاب وشباب لبنانيين في رومانيا على استعداد لإستقبال اللبنانيين النازحين من أوكرانيا.

أخبار ذات صلة

إلى أين وصلت جهود إجلاء الطلاب اللبنانيين من أوكرانيا؟

فضلا عن ذلك، قدم محمد مراد، وهو رجل أعمال وصاحب فنادق في رومانيا، مساعدة لإيواء اللاجئين على نفقته الخاصة وتأمين عودتهم إلى لبنان من بوخارست.

أخبار ذات صلة

طلاب لبنانيون وعرب في أوكرانيا عبر سكاي نيوز عربية: أنقذونا

وعلى الرغم من كل الجهود، فالمعاناة لم تنته وكثر من الطلاب لما زالوا ينتظرون دورهم على الحدود، سواء مع بولندا أو رومانيا ، والأولوية فيها للمواطنين الأوكرانيين.

ويبلغ عدد اللبنانيين الموجودين في أوكرانيا نحو 4000، من ضمنهم 1000 طالب تقريباً، وفق أرقام غير رسمية.