سرت في الساعات الأخيرة موجة تفاؤل بتراجع فرص نشوب صدام عسكري بين رئيس الحكومة المنتهية ولايتها، عبد الحميد الدبيبة، ورئيس الحكومة المكلف من البرلمان، فتحي باشأغا، مع نجاح التحركات المحلية والدولية الحثيثة التي جرت اليومين الماضيين.
وشهدت ليبيا جولات مكوكية أجرتها مستشارة الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفاني ويليامز، مع أطراف ليبية عدة لتقريب وجهات النظر وإزالة التوتر الناجم عن رفض الدبيبة تسليم السلطة لباشأغا، حسبما ذكرت مصادر مطلعة لموقع" سكاي نيوز عربية".
وأضافت المصادر أن مجلس حكماء مدينة مصراتة تدخل أيضا على خط الأزمة لمنع نشوب صراع بين باشأغا والدبيبة المولودين في ذات المدينة، مشيرا إلى أنه قد يعقد في أقرب وقت لقاء بين الطرفين لحسم الأمور والوصول لاتفاق يمنع الانزلاق في صراع عسكري جديد.
فرصة ضعيفة جدا
وقلل خبراء ليبيون في حديثهم لـ"سكاي نيوز عربية" من فرص نشوب نزاع مسلح بين رئيس الحكومة الليبية السابق عبد الحميد الدبيبة ورئيس الحكومة الجديدة فتحي باشأغا، مرجحين أن يسلم الأول السلطة للحكومة الجديدة دون إراقة نقطة دم واحدة.
ويقول المحلل السياسي معاذ الثليب إن فرصة الاصطدام العسكري بين الرجلين ضعيفة جدا، خاصة وأنهما محسوبان تقريبا على تيار واحد، كما أنهما من مدينة واحدة، وفي حالة نشوب صراع بينهما فهذا يعني تفكيك الكتلة العسكرية في مصراتة، خاصة وأن التشكيلات المسلحة التي تتبع باشأغا والأخرى التي تتبع الدبيبة قريبون للغاية.
ويلفت الثليب إلى أن هذا الموقف يشبه كثيرا ما حدث بين خليفة الغويل الذي أيدت ميليشيات "فجر ليبيا" توليه رئاسة الحكومة، وفايز السراج الذي أيد المشاركون في اتفاق الصخيرات المعقود 2015 توليه ذات المنصب، وتمسك الأول بالسلطة، وقال إنه لن يسلمها، ولكن في النهاية استقل سيارته ورحل بهدوء لمدينة مصراتة.
أما ما يخص تأكيدات الدبيبة بأنه لن يسلم السلطة الآن، ولن يسمح بتولي الحكومة الجديدة، فاعتبرها المحلل الليبي أنها "ما هي إلا حفظ لماء الوجه، خاصة وأنه كان يأمل الاستمرار في رئاسة الحكومة حتى إجراء الانتخابات بعد 14 شهرا".
وبتعبير المحلل السياسي مروان الخوجة، فإن فكرة تحريك صراع عسكري بين باشأغا والدبيبة "قد تكون معدومة بشكل نهائي، ولن يسمح بها المكون السياسي المنضوي تحته الطرفان، خاصة وأنهما محسوبان على تيار سياسي واحد ومدينة واحدة".
وأكد الخوجة أن أعيان وقبائل غرب ليبيا لن يسمحوا بصدام بين الجانبين، وسيعاقبون من يشعله؛ لأن أي نزاع مسلح بينهما يعني تفكك عسكري.
وتوقع أن الدبيبة سيسلم السلطة لباشأغا دون إراقة نقطة دم واحدة، والتشكيلات المسلحة في طرابلس لن تطلق طلقة واحدة اعتراضا على رئيس الحكومة الجديد، وإذا أطلقت ستكون للترحيب بباشأغا ليس أكثر.
وعن موقف الجيش الوطني الليبي يقول المحلل العسكري طه البشير إن إعلان الجيش تأييده لتولي فتحي باشأغا، رغم اصطدام الأخير مع المؤسسة العسكرية في السابق، يعكس انفراجة نسبية في ملف المباحثات بين كافة الأطراف الليبية ورأب الصدع.
وبدوره، استبعد حدوث نزاع عسكري في طرابلس حول رئيس الحكومة، معتبرا أنه احتمال "ضعيف للغاية"، خاصة وأن باشأغا والدبيبة ينضويان تحت نسيج اجتماعي وسياسي واحد، وهناك إشارات بوجود قبول عام لتولي باشأغا رئاسة الحكومة.