يحاول طرفا الصراع الداخلي المحتدم في جماعة الإخوان استغلال كل الوسائل المتاحة لحسم زمام الأمور كل لصالحه.
ومؤخرا اعتمدت مجموعة إسطنبول، بقيادة محمود حسين، على "روابط الدم والمصاهرة" التي تعد أحد أهم السمات الغالبة على التنظيم الإرهابي، لحشد القواعد التنظيمية لصالحه، حسب ما كشفه مصدر مطلع لـ"سكاي نيوز عربية".
ويقصد بروابط الدم والمصاهرة داخل الإخوان، صلات القرابة والنسب التي تجمع معظم عناصره، والتي حرص التنظيم على الحفاظ عليها كواحدة من أهم مقومات استمراره، كما عمل على استغلالها في عمليات الحشد الانتخابي.
وحسب المصدر، تحاول مجموعة حسين تحقيق نوع من التعبئة داخل التنظيم، باستغلال روابط القرابة بين معظم القيادات داخل مصر وحثهم على دعم مجموعة إسطنبول في مقابل إبراهيم منير ومجموعته، مشيرا إلى اعتماد الجماعة مثل تلك الحيل في حسم الصراعات التاريخية.
ويقول المصدر إن الجماعة تستغل الأخوات للعب دور محوري في عملية التواصل في الوقت الراهن وإقناع الروابط التنظيمية داخل مصر بإعلان تأييدهم لمحمود حسين ومصطفى طلبة لإدارة شؤون مكتب الإرشاد، مؤكدا أن العناصر النافذة داخل التنظيم النسائي تدعم حسين ومجموعته، وأبرزهم عائلة خيرت الشاطر ومحمود عزت ومحمد مرسي.
وترتبط مجموعة إسطنبول بصلات نسب وقرابة مع معظم القيادات والكوادر التنظيمية داخل مصر، ولعل النموذج الأبرز يرتبط بالقيادي مصطفى طلبة الذي تم تعيينه قبل نحو شهر للقيام بأعمال المرشد العام للجماعة، وهو صهر النائب الأول للجماعة والقائم بأعمال المرشد السابق محمود عزت.
ويرى الباحث المصري المختص في الإسلام السياسي والإرهاب، أحمد سلطان، أن روابط الدم والمصاهرة داخل تنظيم الإخوان الإرهابي من أهم الموضوعات التي يجب تسليط الضوء عليها في ضوء قراءة التطورات الخاصة بأزمة الإخوان الراهنة.
وفي تصريح لـ"سكاي نيوز عربية"، يقول سلطان إن الجماعة عملت على تعزيز شبكاتها التنظيمية من خلال روابط النسب والمصاهرة والإخوة، وكانت تمارس التجنيد في إطار الدوائر الاجتماعية القريبة، ثم تنطلق منها لما هو أبعد فأبعد، وتوثق دائما علاقتها التنظيمية من خلال التجارة والنسب.
ويرى سلطان أن تلك الروابط الاجتماعية لها دور محوري في أزمة الصراع الراهن بين جبهتي لندن وإسطنبول، موضحا أنها، على مدار تاريخها، لعبت دورا في تصعيد القيادات التنفيذية داخل جماعة الإخوان، ويتم اعتبارها نوعا من أنواع الثقة أن فلانا قريب فلان أو صديقه، ويقول سلطان إن صلة النسب بين مصطفى طلبة ومحمود عزت كانت سببا في اختيار الأول لرئاسة اللجنة القائمة بأعمال المرشد العام.
ويؤكد سلطان أن صلة المصاهرة بين طلبة وعزت الذي يعد أحد أهم القيادات التنظيمية في الجماعة، كانت عاملا محوريا في صعوده وتغلغله داخل التنظيم، ومن ثم اختياره لمنصب القائم بأعمال المرشد ودعمه في مواجهة مجموعة لندن.
ويوضح سلطان أن رابطة المصاهرة كانت عاملا محوريا في تصعيد قيادات كثيرة داخل مكتب الإرشاد ومجلس الشورى العام، والآن تعتبر روابط المصاهرة نوعا من الشرعية التنظيمية وسلاحا قويا لحسم الخلاف بحشد تأييد القواعد.
ولا يتوقع سلطان أن يتم حسم الصراع الراهن داخل الجماعة في وقت قريب رغم حالة السجال الدائر بين الطرفين.
ومؤخرا، تم الترويج لما أطلق عليه الصراع الداخلي في التنظيم الإرهابي بين جبهتي إبراهيم منير القائم بأعمال المرشد والمقيم في بريطانيا، ومحمود حسين القيادي في التنظيم ومجموعته والمقيم في تركيا.
وتم التصدير إعلاميا لحالة من الغليان منذ إعلان القائم بأعمال المرشد العام لجماعة الإخوان، إبراهيم منير، رسميا قرار حل المكتب الإداري لشؤون التنظيم في تركيا وكذلك مجلس شورى القطر، في يونيو الماضي، وتأجيل الانتخابات الداخلية التي كان من المرتقب أن تجرى خلال أسابيع لاختيار أعضاء مجلس الشورى العام لمدة 6 أشهر.
وشهدت جماعة الإخوان خلال الأيام الماضية موجة جديدة من الانشقاقات داخل صفوفها على مدار الأسبوع الماضي؛ إثر استمرار أزمة الصراع الداخلي المحتدم والاتهامات المتبادلة بين طرفيه.
جاء في نص الاستقالات التي تم تداولها داخليا بشكل كبير، أن القواعد، وجميعهم من إخوان مصر، قد فقدوا ثقتهم كاملة في القيادة المركزية، وباتت صورة الثانية مشوهة إلى حد كبير بعد الاتهامات المتبادلة من الطرفين، فكان من الأفضل اعتزال العمل التنظيمي للشعور بالصدمة جراء ما كشفته الخلافات الحديثة من زيف لشعارات الجماعة، حسب ما نشرته "سكاي نيوز" في تقرير سابق.