قتل 15 شخصا على الأقل من بينهم مسؤولون محليون، في تفجير انتحاري بمطعم في مدينة بلدوين وسط الصومال تبنته حركة الشباب المتطرفة، وفقما أفادت الشرطة وشهود.
ووقع الهجوم رغم التدابير الأمنية المشددة التي فرضت في بلدوين، عشية الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية في الدائرة التي تبعد قرابة 340 كيلومترا شمالي مقديشو.
ومن بين القتلى مسؤولان محليان، فيما أصيب 16 مدني بجروح، حسبما قال الشرطي محمود حسن لوكالة "فرانس برس" عبر الهاتف، مضيفا أن الهجوم نفذه انتحاري.
وأضاف الشرطي: "إنه أسوأ هجوم رأيته في هذه المدينة".
وأعلنت حركة الشباب في بيان تبنت فيه الاعتداء، أن مقاتلا من الحركة دخل الموقع، و"بين القتلى مساعد حاكم منطقة حيران ومساعد رئيس الشؤون الاجتماعية في منطقة بلدوين ومساعد رئيس أجهزة الاستخبارات في بلدوين".
وشهد الصومال، وخصوصا مقديشو، سلسلة من الهجمات في الأسابيع الماضية، في وقت يستعد به البلد الهش لتنظيم انتخابات أرجئت مرارا.
وبحسب شهود عيان، دمر الانفجار الهائل مساحة خارجية من المطعم حيث كان الناس يجلسون تحت الأشجار لتناول الغداء والاستراحة.
وقال الشاهد مهد عثمان: "رأيت العديد من الجثث ولم أتمكن من إحصاء عدد الجرحى الذين نقلوا إلى المستشفى. البعض منهم كانوا ينتظرون طلبيات الطعام".
وتابع: "رأيت أحذية وقبعات متناثرة في مكان الهجوم، فضلا عن بقع الدماء والأشلاء".
ويفترض أن تستكمل الصومال الانتخابات التشريعية التي تأخرت أكثر من عام، في موعد أقصاه 25 فبراير وفق جدول زمني.
ومن بين المرشحين للفوز بمقعد في بلدوين، فرهد ياسين رئيس الاستخبارات السابق، وهو الآن مستشار لشؤون الأمن القومي للرئيس محمد عبد الله محمد، المعروف باسم فرماجو.
وتتبع الانتخابات الصومالية نموذجا معقدا غير مباشر، إذ يتم اختيار حوالى 30 ألف مندوب عشائري لاختيار 275 نائبا لمجلس النواب، فيما تنتخب 5 هيئات تشريعية في الولايات أعضاء مجلس الشيوخ، ثم تصوت غرفتا البرلمان لانتخاب الرئيس المقبل.
واستكملت انتخابات مجلس الشيوخ العام الماضي، فيما اختار مندوبو العشائر 159 من أعضاء مجلس النواب الـ275.
ويثير المأزق الانتخابي القلق لدى داعمي الصومال الدوليين الذين يخشون من أن ينصرف الانتباه عن المعركة ضد حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة، التي تقاتل الحكومة المركزية الضعيفة منذ أكثر من عقد.