غادر المبعوث الأميركي الخاص للقرن الإفريقي، ديفيد ساترفيلد، اليوم الخميس، العاصمة السودانية الخرطوم بشكل مفاجئ دون أن يتمكن من استكمال مهمته، التي كانت تتضمن لقاءات مع القوى السياسية والعسكرية، في إطار المساعي المبذولة لحل الأزمة المستفحلة في السودان.
وقالت السفارة الأميركية في السودان، في بيان مقتضب، أن ساترفيلد اضطر إلى اختصار اجتماعاته في الخرطوم والمغادرة الخميس لأسباب شخصية؛ لكنه يتطلع إلى العودة "في أقرب وقت ممكن لمواصلة دعم الانتقال السياسي في السودان".
في الأثناء، كثفت القوى للسياسية في السودان جهودها للاتفاف على أسس مشتركة للخروج من الأزمة المستفحلة منذ أكثر من ثلاثة أشهر.
وأكد الوليد علي، المتحدث الرسمي باسم تجمع المهنيين السودانيين، أن التجمع كثف خلال الأيام القليلة الماضية اتصالاته مع عدد من القوى الفاعلة في الساحة السياسية بما في ذلك بعض الأحزاب ولجان المقاومة من أجل دمج عدد من المواثيق والرؤى المطروحة لتشكيل رؤية موحدة.
وقال علي لموقع "سكاي نيوز عربية" إن الشارع السوداني قادر على توحيد صفوفه وقيادة الفترة الانتقالية.
وفي ذات السياق، شددت عبلة عثمان كرار، القيادية في قوى الحرية والتغيير، على أهمية وحدة قوى الثورة السودانية؛ مشيرة إلى انفتاح الأحزاب والكيانات المكونة لقوى الحرية والتغيير نحو أي جهود تهدف لبلورة رؤية موحدة.
وذكرت كرار لموقع "سكاي نيوز عربية" أن الشارع السوداني يطرح مطالب محددة ويعمل على الوصول إليها عبر كافة الوسائل السلمية.
وفي أعقاب الإجراءات التي اتخذها قائد الجيش عبدالفتاح البرهان في الـ25 من أكتوبر، اندلعت احتجاجات في معظم المدن السودانية، قتل خلالها 81 شخصا وأصيب المئات.
وتقول لجان المقاومة السودانية إنها ستواصل احتجاجاتها ضد إجراءات البرهان، التي أنهت الشراكة التي كانت قائمة بين المدنيين والعسكريين منذ إسقاط نظام عمر البشير في أبريل 2019.
وما زال الجمود السياسي يتسيد الموقف رغم إعلان بعثة الأمم المتحدة في السودان استكمال مشاوراتها مع أكثر من 35 جسما وتنظيما سياسيا وشعبيا في إطار مبادرتها التي طرحتها قبل بضعة أسابيع في مسعى لحل الأزمة الحالية التي تعيشها البلاد.
ودعا البرهان، لدى لقائه وفد مفوضية الاتحاد الإفريقي، الأحد، إلى توحيد الجهود الدولية والإقليمية للتعامل مع الأوضاع في البلاد.
وقدم البرهان للوفد الإفريقي، رؤية الحكومة لحل الأزمة الراهنة وفق أربعة محاور تشمل إطلاق عملية حوار شامل يضم جميع القوى السياسية والاجتماعية بالبلاد دون استثناء، عدا حزب المؤتمر الوطني، وتشكيل حكومة كفاءات وطنية مستقلة لقيادة متبقى الفترة الانتقالية وإجراء تعديلات على الوثيقة الدستورية لتواكب متغيرات مشهد البلاد السياسي؛ والتأكيد على قيام انتخابات حرة ونزيهة بنهاية الفترة الانتقالية.