رفض أعيان وقادة ونشطاء من مصراتة، الزج باسم المدينة في الصراعات السياسية، معبرين عن دعمهم لتسمية رئيس حكومة يوفر الخدمات، ويوحد البلاد، ويقودها للاستحقاق الانتخابي.
وأكد البيان الذي صدر، السبت من أمام ساحة الشهداء، على تأييد كافة الخطوات المتخذة من قبل مجلس النواب وترسيمه لخريطة سياسية تقطع الطريق أمام التدخلات الأجنبية.
كما شدد أعيان وقادة المدينة على أن مصراتة أبعد ما يكون عن الصراعات والتصادمات، وأن اختلافها مهما اشتد ليس خلافاً.
ويأتي البيان بعد ساعات من إعلان عدد من التشكيلات المسلحة في المدينة رفضها قرار مجلس النواب تنصيب فتحي باشأغا رئيسًا للحكومة والتصويت على تعديل الإعلان الدستوري، معتبرةً أن البرلمان انفرد بالشأن السياسي والدستوري.
وحذر البيان جميع الأطراف من المساس بالمسار السياسي المتفق عليه؛ للحفاظ على مدنية الدولة والتداول السلمي للسلطة، والحشد والحشد المضاد في مصراتة هذه المرة وليس العاصمة طرابلس، بحسب الخبراء.
ناقوس خطر في مصراتة
مدينة مصراتة الليبية تعد ثالث أكبر مدينة بعد العاصمة طرابلس وبنغازي، لكنها تكتسب أهمية بالغة لعدة أسباب، فإلى جانب موقعها الاستراتيجي، تتمتع بأهمية اقتصادية كبيرة، ويتركز فيها عدد كبير من رجال الأعمال.
وحسب قراءة المشهد الحالي في مصراتة، عقب قرار البرلمان الأخير الخاص بالحكومة، يقول الباحث السياسي محمد الهلاوي، إن خلافات الرجلين "الدبيبة" و"باشأغا" تهدد تماسك مصراتة، التي تعد رئيسية في المعادلة الليبية، وهي المدينة نفسها التي ينتمي إليها الرجلان.
وأوضح الأكاديمي الليبي، في تصريح لـ"سكاي نيوز عربية"، أن الدبيبة بدأ عملية الحشد المضاد من مسقط رأسه مصراتة في محاولة لقلب المعادلة وإشعالها، على حد تعبيره.
وقاد الدبيبة الجمعة من مصراتة مظاهرة احتجاجية، وأكد أنه "لن يتنازل عن مبادئ ثورة 17 فبراير".
وعقب التجمع، سارع عضو الفريق الاستشاري والإعلامي للدبيبة بالقول إن مدينة مصراتة بجميع مكوناتها ترفض الحكومة الجديدة، متوعداً بأن "القوة العسكرية جاهزة للدفاع عن الشرعية" ضد "الحكومة الموازية التي كلف البرلمان فتحي باشاغا بتشكيلها".
تحركات وصفها الأكاديمي الليبي بمحاولة إشعال الوضع في مصراتة بعد فشل الدبيبة في طرابلس، وتابع قائلًا: "بيان أعيان المدينة يدل على الوعي لما يحاك من الدفع بها إلى صراعات سياسية شخصية بعيدًا عن مصلحة الوطن والمواطن".
ولفت الهلاوي إلى أن محاولات الدبيية في مصراتة لا تعني أن باشأغا لا يستند إلى حلف قوي آخر؛ فهو يملك قوة عسكرية في العاصمة، وفي مسقط رأسه مصراتة أيضًا.
سيناريوهات مقبلة
في سياق التطورات التي يشهدها الملف الليبي، قال عضو مجلس النواب علي التكبالي، إنه سيتم تسليم السلطة بشكل سلس ودون أي قتال؛ فالشارع الليبي يدرك أهمية الاستقرار في الوقت الحالي.
والجمعة، أكد رئيس الحكومة الليبية المكلف فتحي باشأغا، أن الحكومة الجديدة ستكون للجميع و"ستعمل على نشر السلام والمحبة"، كما تعهد بإقامة علاقات مع كل دول العالم على أساس الاحترام المتبادل والعمل المشترك والتنسيق الدائم.
وذكر التكبالي، خلال تصريحاته لـ"سكاي نيوز عربية"، أن "الجميع يأمل في الحكومة الجديدة للدفع نحو عملية الاصطفاف الوطني والاستقرار وهذا ما نتوقعه.. نعقد الآمال على تلك الحكومة من أجل وضع أساس لعملية استقرار وديمقراطية حقيقة في ليبيا".
الباحث السياسي إدريس حميد يتفق مع عضو النواب التكبالي، حول أهمية حلحلة الوضع السياسي الراهن والدفع نحو التوافق وإجراء انتخابات وبناء مؤسسات الدولة.
وأبرز حميد لـ"سكاي نيوز عربية"، أن حكومة باشاغا أمامها ملفات كبيرة "ليست الانتخابات فحسب، بل الوضع الاقتصادي المتردي، والخدمات التي يعاني منها الشارع الليبي".
وأكد أن الجميع ينظر بأمل في الداخل؛ من أجل حدوث انفراجة حقيقية في الوضع السياسي والاقتصادي الذي عانى منه الشارع الليبي، موضحًا أن بيان أعيان مصراتة يعد صوت ليبيا بالكامل وليس المدينة، فالجميع يسعى للاستقرار وبناء مؤسسات الدولة.