منذ 20 يوما تعيش بلدة لبنانية عزلة عن العالم الخارجي، بعدما أدى تراكم الثلوج إلى قطع الطرق المؤدية للقرية وتلك الموجودة بداخلها.
وتقع بلدة الطفيل على حدود لبنان الشرقية مع سوريا، وتحديدا في سلسلة الجبال الشرقية.
وترتفع بلدة الطفيل أكثر من 1700 متر عن سطح البحر، وتعتبر من أعلى المناطق اللبنانية المأهولة بالسكان.
وفي 18 يناير الماضي، تعرضت لبنان لعاصفة ثلجية أطلق عليها اسم "هبة" وكانت محملة بأمطار غزيرة ، وثلوج علي مرتفعات منخفضة تصل الـ 600 مترا ورياح عاتية تصل سرعتها إلى 100 كيلومتر في الساعة.
ويقول السكان إنهم يعيشون ظروفا حياتية صعبة جراء الثلوج التي تحاصر بلدتهم، إلى درجة عدم تمكنهم من فتح الطرق الداخلية فيها، كما هو الحال مع الطرق المؤدية اليها.
ويناشد أهالي الطفيل السلطات اللبنانية ومفتي مدينة بعلبك المجاورة جغرافيا، الشيخ خالد صلح فتح الطريق التي تربط بين منطقة بعلبك وبلدتهم الطفيل بعد تراكم الثلوج والجليد، التي قطعت الطرق وعزلة البلدة عن العالم.
وقال أحد وجهاء البلدة في اتصال هاتفي مع موقع "سكاي نيوز عربية": "نقوم بما توفر لدينا من آليات بدائية وجرارات زراعية بمحاولة لفتح الطرق وجرف الثلوج المتراكمة منذ أكثر من 20 يوما، أي منذ بداية العواصف الثلجية التي تعيشها البلاد وأدت إلى انقطاعنا عن المحيط وعزلنا بشكل تام".
وتابع: "انقطعت عنا المواد الغذائية والخبز والمحروقات، وهناك بعض الحالات المرضية في البلدة بين كبار السن والأطفال الرضع وتحتاج النقل إلى المستشفيات".
وتابع: "الطريق الوحيدة التي تربط الطفيل بالأراضي اللبنانية مقفلة منذ أكثر من عشرين يوماً".
رسالة الأطفال
وقال أطفال البلدة لموقع "سكاي نيوز عربية" في رسالة مسجلة: "نحن محرومين من الخبز والمواد الغذائية والأدوية وحليب الأطفال. عندنا شقيق لنا يجب أن يزور الطبيب ولا نستطيع نقله لأن الطريق مقفلة بالثلوج، ولم تقم الدولة بفتح الطريق حتى اليوم".
ويعتبر أهالي الطفيل أن الرابط الوحيد الذي يربطهم بلبنان هو بطاقات هوياتهم اللبنانية، فالخدمات الأساسية وحتى الثانوية تكاد تكون شبه معدومة في منطقتهم.
ورزحت الطفيل في الماضي تحت حصار ميليشيات موالية لحزب الله، بعد استقبالها للاجئين السوريين سوريين، ويبلغ عدد سكانها ما يقارب 5 آلاف نسمة، وتبعد عن قرية عسال الورد السورية مسافة 10 كيلومترات وتفصلها عنها جرود وعرة وتربط المنطقتين بعلاقات مصاهرة وقرابة عمرها عشرات السنين.
وسيطر على بلدة الطفيل في وقت سابق أحد أكبر تجار حبوب الكبتاغون المخدرة المدعو حسن دقو، الموقوف حاليا لدى الأجهزة الأمنية بقضية تهريب المخدرات بالتعاون مع نافذين في الداخل السوري.
ويخضع أهل الطفيل للعديد من الممارسات الإنتقامية مثل إتلاف المحاصيل الزراعية وقلع الأشجار المثمر، وإطلاق النار على بيوت الأهالي، بسبب توقيف القوى الأمنية والقضاء اللبناني لدقو، الذي قام متعاملون معه بتجريف أراضي البلدة الزراعية وقلع أشجارها بالجرافات بحجة ملكيتها بعد شرائها من مالكيها الأساسيين.