دان رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد معاذ الخطيب، مقتل رجل الدين السني البارز المؤيد للنظام السوري العلامة محمد سعيد رمضان البوطي، في حين توعد الرئيس السوري بشار الأسد القتلة بـ"القضاء على ظلاميتهم وتكفيرهم".

وقتل البوطي في تفجير انتحاري استهدف مسجدا في حي المزرعة وسط العاصمة السورية دمشق، حسب ما ذكر مراسل "سكاي نيوز عربية". ونقل مراسلنا عن مصادر أمنية أن الانفجار وقع داخل مسجد الإيمان أثناء إلقاء البوطي درسا دينيا في عدد كبير من المصلين، ما أسفر عن مقتل 42 شخصا وجرح 84 آخرين، حسب ما أعلنت وزارة الصحة السورية.

ووصف الخطيب التفجير بأنه "جريمة بكل المقاييس"، وقال لوكالة فرانس برس: "نحن ندين بشكل كامل قتل العلامة د. سعيد رمضان البوطي، ونقول إن ديننا وأخلاقنا لا تسمح أبدا أن نتعامل مع الاختلاف الفكري بطريقة القتل"، مؤكدا أن "هذه جريمة بكل المقاييس، وهي مرفوضة تماما"، مرجحا وقوف نظام الرئيس بشار الأسد وراءها.

بدوره، دان الرئيس السوري بشار الأسد، مقتل البوطي، متوعدا قتلته، وذلك في بيان نشره المكتب الإعلامي لرئاسة الجمهورية على صفحته على موقع فيسبوك.

وقال البيان: "قتلوك ظنا منهم أن يسكتوا صوت الإسلام ونور الإيمان من بلاد الشام. قتلوك يا شيخنا لأنك رفعت الصوت في وجه فكرهم الظلامي التكفيري الهادف أصلا إلى تدمير مفاهيم ديننا السمح".

وتابع : "وعدا من الشعب السوري وأنا منهم أن دماءك أنت وحفيدك وكل شهداء اليوم وشهداء الوطن قاطبة لن تذهب سدى، لأننا سنبقى على فكرك في القضاء على ظلاميتهم وتكفيرهم حتى نطهر بلادنا منهم".

كما دانت كل من روسيا، وإيران مقتل البوطي، وقال بيان بثته وكالة فارس، إن "وزارة الخارجية تدين استشهاد رجل الدين محمد سعيد البوطي الذي قتل مع طلابه في عمل وحشي للمجموعات المتطرفة".

إعلان الحداد

من جانبها، أعلنت رئاسة الحكومة السورية الحداد، السبت، على البوطي وضحايا التفجير. وأوردت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) أنه "بتوجيه من السيد الرئيس بشار الأسد، تعلن رئاسة الوزراء في الجمهورية العربية السورية الحداد العام في سوريا السبت 23 مارس، على روح الشهيد العلامة الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي، وعلى أرواح شهداء سوريا".

وفي وقت لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم، اعتبر الصحفي السوري أحمد صوان، مقتل البوطي، "خسارة للعلم والدين.. وللإسلام المعتدل الذي ينبذ العنف". وأضاف في اتصال هاتفي مع "سكاي نيوز عربية" أن استهداف البوطي يشكل "خسارة كبيرة للعلماء الذين يريدون ترسيخ التسامح والمغفرة"، لا سيما في ظل "الحرب الإرهابية" التي تشهدها سوريا، على حد قوله.

بدوره، انتقد مفتي سوريا أحمد بدر الدين حسون بشدة، منفذي الهجوم الذي راح ضحيته البوطي. وقال حسون: "إن البوطي دفع ثمن مواقفه".

وكان البوطي أعلن مرارا تأييده للحكومة السورية التي تخوض حربا مسلحة مع مقاتلي المعارضة منذ عامين، وشبه في ديسمبر الماضي مقاتلي الجيش السوري بـ"أصحاب نبي الإسلام محمد"، وقال: "إنهم يقومون بمهام يجب أن تنفذ في البلاد".

وعبّر رجل الدين السوري عن حزنه "لأنه يكتفي بمشاهدة ما يفعله مقاتلو الجيش السوري من دون أن يتمكن من مشاركتهم". ودعا البوطي الله "أن يؤيد أفراد الجيش السوري وقادته بالتوفيق والسداد"، وقال: "والله لا يفصل بين هؤلاء الأبطال ومرتبة أصحاب رسول الله، إلا أن يتّقوا حق الله في أنفسهم".

الحر يتقدم في الجولان

من جهة أخرى، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن عناصر الجيش الحر تقدموا في منطقة مشاتي الخضر وبلدة خان أرنبة، الواقعة على خط وقف إطلاق النار بين إسرائيل وسوريا في الجولان، في حين قتل أكثر من 181 شخصا في أعمال العنف في مدن سورية عدة، وفقا لما ذكر الناشطون.

وذكرت مصادر "سكاي نيوز عربية" أن مقاتلات حربية قصفت، الخميس، مدينة "تل حلف" الأثرية في الريف الشمالي لمحافظة الحسكة. وفي ريف دمشق قصفت المدفعية بلدتي جديدة عرطوز والحسينية، وفقا لمصادر المعارضة السورية.

كما أفادت مراسلة "سكاي نيوز عربية" عن تعرض منطقة جرود عرسال في البقاع اللبناني لقصف من الجانب السوري، وقالت مصادر في المنطقة إن قذيفتين على الأقل سقطتا في المنطقة الواقعة عند الحدود اللبنانية السورية.