شهدت مدينة الزاوية غربي ليبيا مواجهات عنيفة استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة، بين مجموعات مسلحة تتصارع للسيطرة على عمليات تهريب الوقود.
وقالت مصادر محلية لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن المواجهات انطلقت في ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء واستمرت حتى صباح الأربعاء، داخل منطقة الحرشة وفي الطريق المتجه إلى مصفاة الزاوية.
وأكدت المصادر أن الميليشيا المعروفة باسم "سرية النصر" كانت طرفا في المواجهات، التي أدت إلى أضرار بممتلكات عامة وخاصة، بينما لم يتضح بعد وقوع ضحايا بين المدنيين أو قتلى في صفوف المجموعات المتناحرة.
كما أسفرت الاشتباكات عن أضرار بالغة في محطة كهرباء الزاوية المزدوجة، وتعطل 3 وحدات توليد طاقة بها.
وأوضحت الشركة العامة للكهرباء في بيان، أن المواجهات أدت إلى فصل دوائر تصريف الطاقة في 3 وحدات، وذكرت أن الأمر سيؤثر سلبا على شبكة الكهرباء وسيؤدي إلى زيادة ساعات قطع التيار، بينما لم تتمكن الفرق الفنية المختصة من إصلاح الأضرار بسبب الوضع الأمني المتردي في المنطقة.
ويستمر صراع الميليشيات في الغرب الليبي للسيطرة على المزيد من مناطق النفوذ، خاصة مع فوضى السلاح.
وكانت العاصمة طرابلس شاهدة على آخر تلك المواجهات في الخامس من فبراير الماضي، حيث نشبت اشتباكات عنيفة في محيط جزيرة الفرناج بين "ميليشيا 777" التي أسسها مؤخرا هيثم التاجوري، وقوة تابعة لما يعرف باسم "ميليشيا الردع".
وقال الخبير الاستراتيجي العميد محمد الرجباني إن هذه "العصابات" تستغل الشباب صغير السن الذي لم توفر له فرص العمل، للزج به في هذه الأنشطة الإجرامية، و"في النهاية لا يهمهم أن يقتلوا لكن ما يعنيهم هو شحنات الوقود التي ينهبونها وهي ملك لكل الليبيين".
وأكد الرجباني لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن المحاولات المحدودة التي جرت خلال الأعوام الماضية لمكافحة تهريب الوقود في المنطقة الغربية قوبلت بالتهديدات من المجموعات المسلحة، بينما "لم يصدر أي تحرك من قبل من كانوا بالسلطة في طرابلس لدعم هذه الجهود".
وأردف أن بعض تلك المحاولات أسفرت عام 2017 عن إيقاف تهريب 8 ملايين لتر وقود يوميا، وهو ما يدل على الحجم الهائل لتلك العمليات.
وفي السياق ذاته، لمح المحلل السياسي عز الدين عقيل إلى تورط المجموعات الإجرامية، وأيضا المتطرفة، في عمليات التهريب، التي تحقق من ورائها عائدات "مليارية" وفق تعبيره، ولا يمثل خطرها فقط سرقة الموارد العامة لكنها تذهب إلى دعم الإرهابيين.
وشدد عقيل في حديثه لموقع "سكاي نيوز عربية"، على أهمية ضبط نشاط التهريب، مشيرا إلى "انعكاس الأمر على الحالة الأمنية بشكل عام، إذ سيسهم ذلك تقليل موارد المجموعات المسلحة وقدرتها على جلب الأسلحة والذخائر، وبالتالي سيصعب عليها التوسع وزيادة نفوذها، ثم انخفاض عدد عناصرها حينما لا تكون قادرة على الدفع لهم".