تجمع المئات، الاثنين، في الوداع الأخير للطفل المغربي ريان الذي توفي، السبت، بعد جهود على مدى أيام لإخراجه من قاع بئر عميقة، في قصة تفاصيلها مرعبة في الداخل ولكثيرين في الخارج.
سقط الصغير ريان أورام ذو الأعوام الخمسة في بئر بقرية "إغران"، الثلاثاء، وانتُشلت جثته في ساعة متأخرة من مساء السبت، بعد جهود شملت إزالة جزء كبير من تل مجاور، قبل حفر نفق باتجاه قاع البئر للوصول إليه.
وتسلق مئات المشيعين الطريق غير الممهد بمنطقة تلال إلى المقبرة في إغران قرب شفشاون شمالي المغرب، وانتظروا لساعات لأداء صلاة الجنازة على ريان.
وقال أحد القرويين: "عشت أكثر من 50 سنة، ولم أشهد في حياتي جنازة يشارك فيها هذا العدد من الناس. ريان ابننا جميعا".
كان العدد كبيرا لدرجة أن جبانة القرية لم تستوعب المشاركين في الجنازة وكذلك مكان الصلاة.
ونُصب سرادقان كبيران أمام منزل العائلة التي زلزلها الخطب الجلل كي يتمكن المعزون من تقديم التعازي وشد أزر العائلة المكلومة.
وقال قروي آخر: "موت ريان جدد لدي الاعتقاد بأن الإنسانية مازالت موجودة، في وقت يبدي فيه الناس تضامنهم بمختلف اللغات ومن مختلف الدول".
وصلت التعازي لوالديه يوم السبت من الملك محمد السادس والبابا فرنسيس والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وحاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وغيرهم من المشاهير والوجهاء في العالم.
كما وقف لاعبو كرة القدم المصريون والسنغاليون دقيقة صمت حدادا عليه، الأحد، قبل انطلاق المباراة النهائية في بطولة كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم.
وظل رجال الإنقاذ يعملون بلا كلل تحت تهديد خطر دائم يتمثل في احتمال حدوث انهيار أرضي أثناء جهودهم التي فشلت في نهاية المطاف في انتشال الطفل حيا.
وقال علي صحراوي الذي تطوع بالمشاركة في جهود الحفر للصحفيين في الجنازة: "أنا حزين جدا. بذلنا كل ما بوسعنا للوصول إليه قبل أن يفارق الحياة. كنا نحفر دون توقف وحفرنا في 5 أيام ما كان يستغرق حفره أسابيع".