يحسم البرلمان الليبي خلال جلستي غد وبعد غد، مصير حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة، بخلاف تحديد مراحل تنفيذ المرحلة الانتقالية المقبلة، عقب التعذّر في إجراء الاستحقاق الانتخابي ديسمبر الماضي.
مشهد ضبابي حول مصير المرحلة الانتقالية المقبلة، وسط تحركات نشطة لتنظيم الإخوان من أجل زيادة تأزيم المشهد، ومنع الوصول إلى موعد قريب للاستحقاق الانتخابي الذي يطالب به الشارع الليبي.
دعوات تحريضية تلتها اجتماعات سرية في قلب العاصمة طرابلس، بحسب مصادر مطلعة من أجل إشعال الموقف والرجوع إلى دائرة العنف مجددًا، كما بدأ التحضير للحشد في السابع عشر من فبراير؛ من أجل زيادة وتيرة الفوضى السياسية والأمنية بحسب الخبراء.
"موقف ملتبس والإخوان يسعون للأخطر"، هكذا وصف الأكاديمي الليبي محمد الهلاوي المشهد الحالي على الساحة الليبية، قبل ساعات من جلسة البرلمان المرتقبة، مؤكدًا أن تنظيم الإخوان لن يفوت أي فرصة لإشعال الموقف بالكامل حال تضرر مصالحه.
وأضاف الأكاديمي الليبي، خلال تصريحاته لـ"سكاي نيوز عربية" أن التنظيم يتحرك بسرعة الآن على الأرض؛ استباقًا للجلسة التي يستمع فيها مجلس النواب لبيانات المرشحين لمنصب رئيس الحكومة.
جلسة طبرق واجتماع طرابلس
الجدل المتصاعد حول المرحلة الانتقالية في ظل المطالب الشعبية والدولية بتحديد موعد قريب للانتخابات الرئاسية، جدد المخاوف من عودة الصراعات في البلاد مرة أخرى.
في السياق ذاته، قال الأكاديمي الليبي محمد الهلاوي أن عملية الإطالة حول حسم موقف الحكومة يزيد من الانسداد وزيادة الانقسام أيضًا؛ في ظل رفض عدد من القوى الإقليمية بتغير الحكومة بدلًا من الذهاب للانتخابات التي تعد أساس العملية السياسية وخارطة الطريق الدولية التي أصبحت الآن في عداد الموتى.
وأشار الهلاوي، خلال تصريحاته إلى خطر آخر يحوم، وهو دعوة عدد من النواب لعقد جلسة اليوم من أجل عرقلة برنامج البرلمان لانتخاب رئيس جديد للحكومة، دعوة وصفت بالسعي لتعميق الانقسام في البرلمان.
واستبق عدد من النواب الجلسة المرتقبة بالإعلان عن جلسة أخرى تعقد في طرابلس؛ لتنسيق الجهود حول الاستحقاقات الوطنية؛ لإنهاء المراحل الانتقالية.
من جانبه، قال السياسي الليبي محمد الدوري: "إن أزمة البلاد أصبحت فريسة بين الأجسام السياسية الحالية التي لا تريد أن تصل البلاد إلى حل حقيقي، بخلاف تحركات تنظيم الظلام، (في إشارة لتنظيم الإخوان)، الذي بدأ في الحشد والتحريض ليوم السابع عشر من نوفمبر الجاري".
تحركات الإخوان
شهدت العاصمة الليبية طرابلس على مدار الأيام الماضية وحتى فجر اليوم، اشتباكات متقطعة بين عدد من الميليشيات المحسوبة على تنظيم الإخوان الإرهابي، الذي نشطت اجتماعاته داخل العاصمة بين الميليشيات المسلحة الأيام الماضية.
في تلك الزاوية، أكد السياسي الليبي محمد الدوري، خلال تصريحاته لـ"سكاي نيوز عربية"، أن ما يحدث في طرابلس رسالة هدفها أن السلاح المنفلت والميليشيات في يد الإخوان، وهو سلاح دأبت الجماعة على استخدامه كثيرًا في أزمة البلاد.
وأضاف الدوري: "تنظيم الإخوان لن يسمح بأي ثمن من ضرب مصادر تمويله، والتي يتغذى عليها، مثل مصرف ليبيا المتحد والوزارات التي يتغلغل التنظيم داخلها؛ للسيطرة على مقدرات الدولة ونهب ثرواتها".
وكانت مجموعة من الميليشيات المسلحة في العاصمة طرابلس، رفضت أي تغيير للحكومة وقرار للبرلمان حول المرحلة الانتقالية، وهنا أكد الدوري أن جميع المناوشات والاشتباكات التي تحدث في العاصمة تحت سيطرة التنظيم الإخواني، الذي يحاول أن يجد موطئ قدم داخل أي دور سياسي في البلاد؛ نظرًا لرفض الشارع له بعد أن انكشفت حقيقة ذلك التنظيم.
وأوضح السياسي الليبي أن تنظيم الإخوان يعاني أيضًا من ضرب منبع كان يستخدمه التنظيم في تمويل ميليشياته وهو التهريب عبر الجنوب الليبي، الذي أصبح في الوقت الحالي يشهد حالة من فرض الأمن وتطهيره من الميليشيات والعصابات التي تنهب ثروات البلاد.