نجح 1200 طبيب جزائري أخصائي من أصل ألفي طبيب من تجاوز اختبارات التحقق من المعرفة، وهي الخطوة الأولى في رحلة البحث عن ترخيص للعمل كطبيب في فرنسا.

وقد كشف موقع المؤسسة العامة المسيرة لقطاع الصحة في فرنسا عن نتائج المسابقة المخصصة للأطباء الأخصائيين من خارج القارة الأوروبية، والتي شارك فيها أطباء من 24 دولة.

وعلق رئيس النقابة الوطنية لمهنيي الصحة في الجزائر د. إلياس مرابط عبر صفحته الرسمية قائلاً: "يتواصل النزيف وتتواصل السقطات، حوالي 1200 طبيب من مختلف الاختصاصات يستعدون للمغادرة إلى فرنسا والعمل في مستشفياتهم وذلك بعد نجاحهم في اجتياز مسابقة الكفاءات".

هجرة أكثر من 20 ألف طبيب

واعتبر رئيس النقابة الوطنية للممارسين الأخصائيين في الصحة العمومية الجزائرية البروفيسور محمد يوسفي أن هذه الأرقام ما هي إلا قطر من بحر هجرة الأدمغة في الجزائر.

وقال يوسفي لموقع سكاي نيوز عربية: "لقد قمنا بتوجيه العديد من التحذيرات للسلطات العليا لإعادة الاعتبار للأطباء وتحسين أوضاعهم المهنية والاجتماعية ولكن لا شيء تغير".

وأشار رئيس النقابة الوطنية للممارسين الأخصائيين إلى أن عدد الأطباء الاختصاصيين الذين غادروا الجزائر خلال العشرين عاما الماضية يفوق الـ20 ألف طبيب متخصص.

وأكد يوسفي أن عدد الأطباء الأخصائيين الذين يتخرجون كل عام من الجامعات الجزائرية يزيد عن 2500 طبيب متخصص.

وقال رئيس النقابة:"يوجد حاليا 28 ألف طبيب أخصائي يعمل بين القطاعيين الخاص والعام، وقد تخرج أزيد من 50 ألف طبيب أخصائي خلال العشرين عاما الماضية، وقد غادر منهم أكثر من 20 ألف طبيب للعمل في المستشفيات الفرنسية والأوروبية".

وحسب أرقام وزارة الصحة الفرنسية، فإن 25٪ من الأطباء الأجانب المقيمين في فرنسا يأتون من الجزائر، وهي النسبة الأعلى تليها المغرب بنسبة 11.5٪.

مشاكل واستقالات

ويشتكي عمال قطاع الصحة في الجزائر من العديد من المشاكل المهنية والاجتماعية، بداية من الأجر الزهيد الذين يتقاضونه بعد سنوات طويلة من الدراسة المعقدة.

وحسب سلم الأجور في الجزائر، فإن الطبيب العام لا يتقاضى أكثر من 5 ألف دينار في الشهر، بينما لا يتعدى أجر الطبيب الأخصائي 8 ألاف دينار جزائري أي ما يعادل حوالي 400 يورو للشهر، وذلك بعد 12 سنة من الدراسة الجامعية.

وقد دفعت تلك الظروف الاجتماعية، بالإضافة إلى مشاكل المنظومة الصحية ككل، بالعديد من الأطباء بالدخول في إضرابات مستمرة عن العمل للمطالبة بتوفير ظروف ملائمة للعمل وتحسين أوضاعهم المهنية والاجتماعية.

ومؤخرا شهد مستشفى سعدي معمر في بلدية شاشار بمحافظة خنشلة تقديم 29 طبيباً لاستقالة جماعية بعد قيامهم بإضراب عن العمل دام أسبوع من أجل الاستماع لانشغالاتهم.

عروض مغرية

في مقابل ذلك، تقدم المستشفيات الفرنسية عروضا مهنية مغرية للأطباء الجزائريين حيث يصل راتب الأطباء من أصحاب الخبرة المهنية الطويلة إلى 173 ألف يورو سنويا.

وحسب موقع" ماد وارك "المختص في توظيف الأطباء في فرنسا فإن متوسط راتب طبيب ممارس عام مبتدئ هو إجمالي 33 ألف يورو في السنة، بينما يتقاضى الطبيب الفرنسي الذي اكتسب خبرة من 4 إلى 9 سنوات، راتب سنوي إجمالي قدره 77800.

وقد أثنى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على الكفاءة والمهنية التي يتمتع بها الأطباء ذو الأصول العربية تحديدا الجزائريين والتونسيين والمغاربة واللبنانيين.

 

وقال ماكرون خلال زيارة قام بها العام الماضي إلى عيادة البروفيسور ديدييه راول بمرسيليا للاطلاع على جهود الفريق الطبي الفرنسي في اكتشاف لقاحات فيروس كوفيد19:"إنها حقيقة، طلاب الجنوب بمن فيهم العديد من الجزائريين، هم اليوم قيمة كبيرة مضافة للغرب ".