تابع ملايين الأشخاص عبر العالم العربي الجهود المتواصلة في المغرب من أجل إنقاذ الطفل ريان، الذي سقط في بئر عميقة وضيقة وفي منطقة تشهد انجرافا للتربة مما يصعب ويبطئ عملة الإنقاذ. 

وبينما ينتظر الجميع وأيديهم على قلوبهم الإعلان عن خبر خروج ريان من البئر سالما، يتساءل الكثيرون عن الوضع الصحي للطفل الذي يبلغ من العمر 5 سنوات، وسقط على عمق يتجاوز 30 مترا تحت الأرض، قبل يومين.
 وأكدت السلطات المغربية أن الطفل مازال على قيد الحياة، كما تداول رواد مواقع التواصل الإجتماعي، فيديو للطفل ريان يظهر فيه وهو يحاول التحرك بصعوبة، رغم صعوبة الوضع في البئر الضيقة.
وتتواصل إلى حدود الساعة أشغال الحفر العمودي بالحفرة الموازية للبئر التي يعلق داخلها الطفل ريان، بقرية أغران التابعة لإقليم شفشاون، شمالي المغرب.
وتقوم فرق الإنقاذ بحفر حفرة موازية للبئر عموديا بعمق يبلغ 32 مترا، ليتم بعدها الحفر بشكل أفقي ودقيق بقطر ثلاثة أمتار والإستعانة بأنابيب من أجل الوصول إلى الطفل ريان، مع أخد الحيطة والحذر من وقوع انهيار ترابي.  
 
استقرار حالته الصحية
وتؤكد مصادر من عين المكان أن فرق الإنقاذ تسابق الزمن، وبحذر كبير، من أجل إنقاذ ريان، فيما يتابع فريق آخر الوضع الصحي للطفل عن بعد، عبر جهاز كاميرا خاص بعمليات الإغاثة، قصد الاطمئنان على حالته الصحية لحظة بلحظة. 
ويوصي الأطباء بضرورة تزويد الطفل بشكل متواصل بالماء، وتأمين فتحات تهوية تتيح له التزود بالأوكسجين الكافي، للمساعدة على إبقائه على قيد الحياة، في انتظار الوصول إليه بشكل آمن وإنقاذه. 
يقول الدكتور أحمد لحلو أخصائي العناية المركزة للأطفال، إن حالة الطفل الصحية تبدو مستقرة من خلال الفيديو الذي انتشر مؤخرا، وهو ما سيمكنه من الصمود خلال الساعات المقبلة.

أخبار ذات صلة

بالصور.. عملية إنقاذ ريان في ساعاتها الأخيرة
مسؤول مغربي يكشف حالة الطفل ريان.. ما حل به خلال 3 أيام
بالتعاطف والدعاء.. فنانون مغاربة يدعمون الطفل ريان في محنته
التربة تربك حسابات إنقاذ الطفل ريان.. وأمه تتحدث بألم كبير
كيف أعلم طفلي الدفاع عن نفسه

ويضيف الدكتور لحلو لموقع "سكاي نيوز عريبة" أن إمداد الطفل بالأوكسجين والماء والطعام، قد ساعده فعلا على البقاء على قيد الحياة خلال الأيام الماضية، ويشدد على أن الأوكسجين والماء والسكريات، تعد مواد حيوية بالنسبة لريان حاليا في انتظار إخراجه سالما من الجيب.

أما الدكتور جمال الدين البوزيدي الأخصائي في الأمراض الصدرية والحساسية والمناعة، فيرى أن قدرة ريان على المقاومة مرتبطة بعدة اعتبارات، ويشير إلى أنه وإلى حدود الساعة فإن الشق المرتبط بالأكل والشرب لن يمثل إشكالا حقيقيا طالما يتم تزويده من قبل الأطقم المتواجدة على السطح بما يلزم من الأوكسجين الذي يضمن بقاءه على قيد الحياة.
 
مخاطر محتملة 
ويبقى من بين أصعب التحديات التي فرضتها الأقدار على الطفل الصغير مواجهته وحيدا لمصيره المجهول في قعر البئر العميقة، وإمكانية قدرته على الصمود في ظروف توصف بالمعقدة والقاسية.  
يقول الدكتور جمال الدين البوزيدي إنن أكثر ما يقليه يتمثل في درجة الحرارة التي توفرها البنية الترابية لهذه الطبقة الأرضية بالنسبة للطفل ريان، حيث يخشى من ما يسميه الخبراء بدرجات الحرارة القاتلة.
ويضيف الدكتور في تصريح لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن الوصول لدرجات دنيا من الحرارة قد يعرض حياة الطفل للخطر، ويستلزم عرضه بأسرع وقت ممكن على أطباء متخصصين فور انتشاله، من أجل معالجة أي أعراض قد ترتبت عن الوضع الصعب الذي اجتازه الطفل.  
وإلى جانب هذه العوامل المؤثرة، يشير الدكتور البوزيدي الى الدور التكميلي الذي يكتسيه العامل النفسي، مشددا على أهمية تقديم الدعم النفسي للطفل ريان، وذلك للتخفيف من معاناته وتبديد الخوف لديه، سواء عن طريق توفير الإضاءة في محيطه أو التواصل معه بشكل مستمر.
من جهة أخرى، يشير الدكتور أحمد لحلو، إلى أن ما أظهرته الصور ومقاطع الفيديو لا يمكن أن يقدم مؤشرات دقيقة حول الوضع الصحي للطفل، حيث يبقى احتمال إصابته في  الرأس أو في أطراف أخرى من جسده جراء السقوط على عمق 32 مترا، قائما ويمثل خطرا على حياته.
كما يلفت الأخصائي في العناية المركزة للأطفال أيضا، إلى إمكانية استنشاق الطفل ريان الغبار داخل البئر، مما قد يتسبب في التهاب أو مشاكل تنفسية خطيرة.
ويتابع المتحدث: "في غياب إمكانية التحقق بشكل دقيق من حالة الطفل الصحية، فإن كل هذه الاحتمالات واردة وتشكل خطرا على حياته، في انتظار  إخراجه في أسرع وقت ممكن".
 
في انتظار إخراجه
ويلفت الدكتور لحلو، إلى أن التأكد من عدم وجود نزيف داخلي قد يهدد حياة الطفل يبقى من الخطوات الأولوية التي يجب القيام بها بمجرد انتشاله من البئر، عبر إجراء تحاليل و فحوص دقيقة.
وفي انتظار انتهاء عملية الحفر وإخراج الطفل بأمان فقد تم توفير مروحية إسعاف قريبة من مكان الحادث، من أجل الإسراع بنقله إلى أقرب مستشفى لتلقي العلاجات الضرورية.   
وقد تم تجهيز المروحية بكل وسائل الإنعاش والإسعاف، إلى جانب توفير سيارة إسعاف طبية وفريق صحي يتألف من طبيب مختص في الإنعاش والتخدير، وممرضين في الإنعاش والتخدير.