جاء الإعلان عن مقتل زعيم داعش، أبو إبراهيم الهاشمي القرشي، في عملية أمنية أميركية شمالي سوريا بمثابة "انتصار معنوي" لقوات التحالف الدولي و"ضربة قاصمة" للتنظيم الذي يحاول خلال الشهور الماضية إعادة تموضعه عبر عمليات دموية في سوريا والعراق.

ووفق بيان للبيت الأبيض فإن "القوات العسكرية الأميركية في شمال غرب سوريا نجحت في تنفيذ عملية لمكافحة الإرهاب لحماية الشعب الأميركي وحلفائنا، وجعل العالم مكانا أكثر أمانا"، مضيفا: "بفضل مهارة وشجاعة قواتنا المسلحة، تمكنا من القضاء على أبو إبراهيم الهاشمي القرشي - زعيم داعش".
وعقب مقتل أبو بكر البغدادي نهاية أكتوبر 2019 في عملية نوعية مماثلة، أعلن تنظيم داعش الإرهابي تعيين أبو إبراهيم الهاشمي القرشي خليفة له، الذي قالت تقارير إنه لعب دورا كبيرا في حملة تصفية الأقلية اليزيدية من خلال المجازر والتهجير والسبي.
 
انتصار معنوي
المحلل العراقي، هاشم عبد الكريم، قال إن المرحلة الحالية للتنظيم بعد مقتل القرشي ستشهد سكونا، وربما تشهد انقسامات إلى حين التوافق على قائد جديد، لافتا إلى أنه رغم أهمية الضربة إلا أن تأثيرها لن يكون مشابها لمقتل البغدادي من حيث التأثير على القواعد.
 
وأضاف عبد الكريم، في تصريحات لموقع "سكاي نيوز عربية": "الوصول لرأس التنظيم انتصار معنوي كبير للتحالف وضربة قاصمة ستحدث هزّة كبيرة جداً داخل جسد التنظيم، لكن في الوقت نفسه التنظيم وفق المعطيات الراهنة قادر على التماسك، رغم تلك الهزة الإدارية الكبيرة التي سيعاني منها".
 
وأشار إلى أن التنظيم بعد خسارة الأراضي التي استولى عليها لعدة سنوات في سوريا والعراق أصبحت القيادة غير مركزية، فبات يعتمد على فكرة أنه في كل مكان خلية أو ولاية لها قائد ونائب وخلافه.

أخبار ذات صلة

الاختباء "الساذج".. هكذا كرر زعيم داعش خطأ البغدادي وبن لادن
بعد "الصحوة".. كيف سيؤثر مقتل زعيم داعش على التنظيم؟

أخبار ذات صلة

آخر لحظات زعيم داعش.. "لم يقاتل ومُنح فرصة للاستسلام"
لحظات زعيم داعش الأخيرة.. هذا ما فعلته زوجته

إعادة رسم السياسات

بدوره، اعتبر الكاتب والباحث المتخصص في حركات الإسلام السياسي مصطفى زهران، أن مقتل القيادات بات أمرا تقليديا ولا يؤثر على التنظيم لا على المستوى الاستراتيجي ولا على مستوى التمدد أو الانتشار أو حتى المسارات المستقبلية. 
  
وأضاف زهران، في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن التنظيمات الإرهابية تتعامل مع قضية مقتل قياداتها تتعامل معها بشكل طبيعي، لكن كل قيادي له بعد في تحديد مسارات التمدد، فالبغدادي يختلف عن القريشي وهكذا لكن لن يتراجع التنظيم أو يختفي.
 
وحول الخليفة المحتمل، قال إن داعش لديه استراتيجيات بديلة، فكما جاء القرشي سيعمل "مجلس شورى التنظيم" على اختيار من يرأس التنظيم بشكل سريع، لافتا إلى أن داعش بسبب تمدده الجغرافي الكبير فيه نسبة اختراق كبيرة بخلاف تنظيم القاعدة الذي لديه محدودية في الجغرافيا وفي نفس الوقت يتحرك بشكل مركزي.  
 
وأكد أن مقتل زعيم التنظيم لن يؤثر سلبا على تمدده بل سيأخذ فترة لإعادة رسم السياسات في ظل إدارة جديدة، مشيرا إلى أن التنظيم صاعد بقوة سواء في إفريقيا أو سوريا والعراق كما لاحظنا عبر الهجمات المتتالية الأخيرة. 
 
وأعلن العراق القضاء على تنظيم داعش عام 2017، لكن فلوله لا تزال تواصل عملياتها الإرهابية في البلاد.
 
وبسط داعش سيطرته على مناطق واسعة في سوريا والعراق في 2014 معلنا إقامة دولته المزعومة قبل أن يسقط في العراق ولاحقا في سوريا عام 2019، قبل أن يعمل على التمدد والانتشار في إفريقيا بشكل كبير.