كشفت العملية الأميركية لقتل زعيم داعش، أبو إبراهيم القرشي، الخميس، سذاجة التنظيم الإرهابي في "الاختباء"، مما سهل العملية التي تأتي بنسخة "القص واللصق" لسابقاتها.
وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، اليوم الخميس، مقتل زعيم تنظيم داعش أبو ابراهيم الهاشمي القريشي، إثر غارة أميركية في سوريا.
وبالرغم من الأنباء الأولى التي أشارت إلى أن القوات الأميركية قتلت زعيم داعش، إلا أن التفاصيل سرعان ما كشفت أنه فجر نفسه قبل الضربات الأميركية.
وقال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية، إن القريشي توفي في بداية العملية عندما فجر قنبلة قتلته وأفراد عائلته، بما في ذلك النساء والأطفال.
المخبأ المكشوف
وبالرغم من أن القريشي مطلوب بشكل علني، بالنسبة لحكومة الولايات المتحدة، إلا أنه أظهر سذاجة كبيرة في الاختباء.
ورصدت واشنطن في أغسطس 2019 مبلغ 5 ملايين دولار أميركي لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى إلقاء القبض عليه، قبل أن تجدد واشنطن عرض المكافأة في أبريل 2020.
وبالرغم من معرفته أنه الشخص الأخطر بالنسبة لواشنطن حاليا، إلا أنه قرر الاختباء مع عائلته داخل منزل كبير، في منطقة تحيطها الأشجار القصيرة والمتفرقة، مفتوحة بالكامل وسهلة للاستهداف.
بالإضافة لذلك، أظهرت الصور وجود لوائح للطاقة الشمسية بوضوح، على سطح المنزل، وهو ما يثير الشكوك ويلفت الأنظار بسهولة.
كما تتبين لطائرات المراقبة وجود سيارات كبيرة، خارج المنزل، مما يجعل مراقبته أمرا بديهيا بالنسبة لفرق مكافحة الإرهاب المتطورة في الولايات المتحدة ودول التحالف.
"نسخ ولصق"
ولم يتعلم القريشي من معلمه أبوبكر البغدادي، الزعيم السابق لداعش، الذي قتل بعملية تكاد أن تكون "نسخة" من العملية الحالية.
وقبل أعوام، ذكرت مصادر أمنية عراقية أن 8 مروحيات أميركية مقر أبو بكر البغدادي في قرية باريشا في محافظة إدلب شمال غربي سوريا، في منطقة قريبة من منزل القريشي الحالي.
وأكدت مصادر عسكرية أميركية أن عملية استهداف البغدادي أسفرت أيضا عن مقتل مرافقه و8 أشخاص آخرين، وأن العملية استغرقت ساعة و30 دقيقة.
وقالت مجلة نيوزويك الأميركية أن البغدادي فجر نفسه بحزام ناسف بعد فشله في الهرب من حصار القوات الأميركية لمكان إقامته في سوريا، تماما مثل القريشي.
حتى أن العملية الأميركية لمهاجمة القريشي، جاءت "نسخة" لعمليتهم قبل عامين لمحاصرة البغدادي.
الهجوم الأميركي يوم الخميس شنته طائرات الهليكوبتر، بقيادة نحو عشرين عنصرا من قوات الكوماندوز الأميركية، مدعومين بطائرات حربية، تشبه الغارة التي شنت في أكتوبر 2019 والتي قتل فيها أبو بكر البغدادي، الزعيم السابق لداعش، وفقا لوصف صحيفة "نيويورك تايمز".
بن لادن
عملية الاختباء الساذجة وسط الأرض الواسعة، لم تكن حصرا لقادة داعش، بل اتبعها زعيم القاعدة السابق أسامة بن لادن.
في الثاني من مايو عام 2011 نفذ فريق من القوات الخاصة الأميركية عملية قتل مؤسس تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، في عملية جريئة تمت حيث كان يقيم في باكستان.
في شهادته، قال الجندي روب أونيل إنه تلقى تدريبا استمر عدة أسابيع لتنفيذ المهمة، وقد استغرقت رحلة فريقه بالطائرة نحو 82 دقيقة حتى الوصول إلى قرب منزل بن لادن.
وكشفت محطة "فوكس نيوز" كيف تسلل فريق العملية إلى داخل المجمع الذي سكنه بن لادن، حيث تم اقتحام المنزل والتوجه في النهاية إلى غرفة نوم مؤسس تنظيم القاعدة في الدور العلوي، حيث تم قتله.