خطر داعش قائم ما دام فيه النساء، فهن لسن مجرد عرائس بل قائدات كتائب قتل وتجنيد ومنفذات عمليات إرهابية تعدّى خطرهن سوريا والعراق إلى قلب أوروبا وأميركا، ورغم هزيمة تنظيم داعش الإرهابي المنتميات له إلا أنهنَّ أعطينه نفَس الحياة بتنشئة جيل جديد من الدواعش بين الأطفال.
هذه أوصاف نساء داعش وفق ما خلصت إليه تقارير أمنية حول أسباب استمرار التنظيم رغم هزيمته عام 2017 في العراق، و2019 في سوريا، وكان من أهمها النساء.
ويرى مدير المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات جاسم محمد في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن داعش اشتهر بتوظيف المرأة بشكل يختلف عن تنظيم القاعدة.
ومؤخرًا وجّهت السلطات الأميركية إلى امرأة محتجزة في سجونها اتهامات بتنظيم كتيبة داعشية في مدينة الرقة السورية، والتخطيط لأعمال إرهابية في الولايات المتحدة.
وكشفت التحقيقات أن أليسون فلوك-إكرن (42 عامًا) دربت نساء وأطفالاً على استخدام بنادق إيه كيه 47 والقنابل اليدوية وأحزمة ناسفة، فضلاً عن قيادة كتيبة "نسيبة" النسائية.
ووفقًا لأحد الشهود، فإن "إكرن" جندت عناصر لقيادة هجوم على جامعة بالولايات المتحدة، والتخطيط لهجوم بتفجير سيارة في مرآب سيارات تحت الأرض بمركز تسوق، وقررت السلطات احتجازها حتى جلسة استماع 3 فبراير.
وقبل الانضمام لداعش، كانت تعيش فلوك إكرن في كانساس، وسافرت إلى ليبيا 2011، ثم إلى سوريا مع زوجها القناص في داعش قبل قتله في غارة، لتتزوج داعشيًّا متخصصًا في الطائرات المُسيّرة قُتل في 2017، واستقرت في الرقة بعد زواجها من مسؤول بالتنظيم قبل إعادتها لبلادها للمحاكمة.
لسن مجرد عرائس
ورغم خسارة داعش معاقله، إلا أن خبراء حذروا من التعامل مع النسوة الباقيات في تلك المناطق والعائدات لبلادهن على أنهنّ مجرد "عرائس" داعش، بل عناصر قادرة على تنفيذ هجمات.
وعدَّد جاسم الأدوار التي تقوم بها نساء داعش منذ 2014، منها التجسس، وضم أتباع للتنظيم من داخل أوروبا إلى سوريا والعراق، وساهم في كشف هذا ما رصدته الاستخبارات الألمانية من تحركات نساء داخل أوروبا وخاصة ألمانيا، نجحن في تجنيد أوروبيين.
وتطور دورهن بأن شكَّل داعش "كتيبة الخنساء" من 300- 400 من النساء في الرقة 2016، ودرّبها على السلاح وتنفيذ عمليات، إضافة لجذب عناصر من أوروبا، ومراقبة السيدات، مع فرضهن عقوبات عنيفة على المتهمات بالانحراف عن خط التنظيم.
وأوردت بيانات مجموعة "غلوبسك" للأبحاث (سلوفاكيا)، أن أكثر من 13 بالمئة من مقاتلي داعش الأجانب في سوريا والعراق سيدات.
الوضع الراهن
وتضم مخيمات ومعسكرات احتجاز الأسر الداعشية في سوريا، الواقعة تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية وقوات التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب بقيادة واشنطن، نساء يُخشى من تأثيرهن على بقية المحتجزين والأطفال، خاصة بعد تسجيل 8 جرائم قتل داخل مخيم الهول على يد نساء داعش، وفق تقارير أوروبية وأميركية.
ويقطن بالمخيم 12 ألف امرأة وطفل من عائلات داعش بقسم شديد الحراسة.
ومن أسباب لجوء داعش للنساء في عملياته، قدرتهن على التهرب من إجراءات التفتيش والكشف الأمني، وعلى الدعاية وجذب المستهدفين لأفكار التنظيم، بحسب صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية.
وزاد اعتماده عليهن بعد هزيمته وفقدانه كثيرًا من مقاتليه بالقتل والأسْر، وخاصة في تنشئة جيل جديد من الدواعش بين الأطفال، كما يوضح جاسم محمد.
ونوَّه إلى أن الخطر قائم على أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا مع استمرار نشاط نساء داعش.