صوَّت مجلس الأمن الدولي بالإجماع على تمديد مهمّة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا حتى 30 أبريل المقبل، وهو "أقصر تمديد" يقر للبعثة منذ تشكيلها في العام 2011.

وألقت الخلافات بين الولايات المتحدة وروسيا بظلالها على مصير البعثة، التي جاءت الموافقة على استمرارها في آخر يوم لمهمتها، وهو 31 يناير.

ونقلت وسائل إعلامية محلية ودولية، أن موسكو كانت تشترط تعيين مجلس الأمن مبعوثًا أمميًّا جديدًا إلى ليبيا، بينما أرادت واشنطن تكليف الدبلوماسية الأميركية ستيفاني وليامز برئاسة البعثة بالإنابة.

حل وسط

وخططت بريطانيا لطرح مشروع قرار يمدّد تفويض البعثة حتى 15 سبتمبر المقبل، لكنها سحبته، بعدما أبدت روسيا اعتزامها رفض المشروع واستخدام "حق النقض" (الفيتو) ضده، وقد حاولت إدخال تعديلات لكنّها تراجعت تحسبًا لـ"فيتو" آخر، لكنّه أميركي هذه المرة.

لكن في النهاية، مررت وجهة النظر الروسية، التي رأت تمديد ولاية البعثة حتى 30 أبريل فقط ريثما يتضح لها، الوضع السياسي في ليبيا، إلا أنه لم يتوافق على مسألة اختيار رئيس جديد للبعثة.

واستقال المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة الرئيس السابق لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، السلوفاكي يان كوبيش، من رئاسة البعثة في نوفمبر 2021، مرجعًا ذلك إلى أمور "فنية" خاصة بآلية العمل.

ثمّ عيّن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، "وليامز" بمنصب مستشار خاص لشؤون ليبيا، متفاديًا تصويت مجلس الأمن الذي قد يعرقل عودتها إلى الملف الليبي مجدّدًا، وذلك بعد ثمانية أشهر من مغادرة منصبها السابق في بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا التي ترأستها بالإنابة إثر استقالة الرئيس الأسبق غسان سلامة من منصبه مطلع مارس 2020.

أخبار ذات صلة

مجلس الأمن يصوت بتمديد مهمة الأمم المتحدة في ليبيا
ماذا قدمت البعثة الأممية لليبيا في 2021؟
ليبيا.. توقعات بالموافقة على تمديد مهمة الأمم المتحدة قريبا

 البعثة في مرمى الانتقادات

ويتفق الكاتب الصحفي الحسين الميسوري، أن المبعوث الأممي السابق يان كوبيش، رحل عن منصبه لأنّه استشعر غياب إمكانية عقد الانتخابات العامة في ليبيا في 24 ديسمبر الماضي، وبالتالي لم تعُد البعثة قادرة على أداء أهم الوظائف الموكلة إليها وهو دعم ومساندة هذا الاستحقاق.

ويرى الميسوري أن اسم وليامز مطروح لتولي رئاسة البعثة، إذ إنها تملك دراية واسعة بالملف الليبي، ولعبت دورًا كبيرًا خلال الفترة الماضية في صياغة خارطة الطريق، التي لم يكتب لها في الوقت نفسه النجاح، لكنّها تواصل حاليًّا، تحت لقب المستشارة الأممية، في عقد اللقاءات مع أطراف ليبية مختلفة.

وخلال جلسة البرلمان الإثنين، وجّه عدد مِن النواب انتقادات "لاذعة" إلى بعثة الأمم المتحدة بسبب ما وصفوه بـ"التدخل" الكبير في الشؤون الداخلية للبلاد.

ورفض النواب طرح مواعيد جديدة لعقد الانتخابات المقبلة من قبل البعثة، قائلين إن البرلمان أخذ المبادرة في إدارة المرحلة الانتقالية الحالية، ووضع تصوراته بخصوص المسارات المختلفة.