بعد مرور عام على انطلاق حملات التطعيم باللقاحات المضادة لفيروس كورونا في مصر، ما الذي تحقق في مجال مواجهة الوباء؟
بدأت السلطات الصحية في مصر، يوم 24 يناير من العام الماضي، توزيع اللقاحات المضادة لفيروس كورونا المستجد، وكانت البداية مع الطواقم الطبية.
وحينها، كانت وزيرة الصحة المصرية هالة زايد، حاضرة لإطلاق حملة التطعيم من محافظة الإسماعيلية، وجاءت البداية مع أطباء مستشفى "أبو خليفة" لعزل مرضى كورونا.
وعملت مصر على عدد من المحاور وفق خطتها لتوفير اللقاحات لمواطنيها، كان الأول بالاتفاق مع الشركات المنتجة بشكل مباشر لتوفير شحنات كبيرة، وكذلك تسلم "شحنات مليونية" إضافية من "كوفاكس"، إضافة إلى اتخاذ خطوات جادة لتصنيع اللقاحات محليا، وابتكار لقاح مصري.
وفي حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، قال رئيس قسم الحساسية والمناعة بهيئة المصل واللقاح المصرية أمجد الحداد، إن مصر تسعى في الوقت الحالي للوصول إلى تطعيم 40 في المئة من المجتمع باللقاحات المضادة لكورونا، لأنها تعطي حماية جيدة لجميع الأفراد، وتساهم في الوصول إلى المناعة المجتمعية لمنع انتشار المرض.
وأوضح الحداد أن السلطات الصحية أعطت الأولوية في حملتها للتطعيم باللقاحات للعاملين في الرعاية الصحية، والمسنين، والمصابين بأمراض مزمنة، باعتبارهم من أكثر الفئات تعرضا للإصابة بـكوفيد-19.
وشدد على أن تلك الجهود "ساهمت في خفض نسبة الوفيات بالفيروس، حيث تعد مصر من أقل الدول عالميا في ضحايا الوباء، بسبب التوسع في التطعيمات ما قلّل من المضاعفات الخطيرة والبقاء في المستشفيات".
ووفق الحداد فإنه بالتوازي مع ذلك، دخلت مصر على خط تصنيع اللقاحات لإدراكها أن الفيروس لا يزال مستمرا وسنحتاج بعد ذلك إلى جرعات تعزيزية، حيث اتفقت مع شركة "سينوفاك" الصينية على تصنيع لقاحها في مصر، بطاقة إنتاجية تصل إلى مليار جرعة سنويا لتغطية الاحتياج المحلي، والتصدير إلى الدول الإفريقية.
كما تعكف الحكومة المصرية على تصنيع لقاح جديد محلي الصنع باسم "إيجي فاكس"، ولا يزال في مرحلة التجارب السريرية حتى الآن.
أرقام وإحصائيات
وبحسب مصدر مسؤول بوزارة الصحة المصرية، تحدث إلى "سكاي نيوز عربية" شريطة عدم ذكر اسمه، فإن الوزارة تحركت بتوجيهات من القيادة السياسية لتوفير ما تحتاجه مصر من لقاحات لتطعيم مواطنيها، ونجحت بالفعل في توفير كافة اللقاحات المعتمدة حتى الآن.
وقال المصدر: "نجحنا في توفير لقاحات: فايزر، وموديرنا، جونسون آند جونسون، سبوتنيك، سينوفارم، سينوفاك، أسترازينيكا".
وأشار إلى توفير قرابة 135 مليون جرعة من لقاحات كورونا حتى الآن، وجرى تطعيم ما يقرب من 34 مليون مواطن بالجرعة الثانية، فيما حصل 28 مليون مواطن على اللقاح بجرعتيه، إضافة إلى حصول نحو 600 ألف مواطن على الجرعة المعززة.
وبالنسبة للأطفال، أوضح المصدر أن السلطات الصحية "تتابع التقارير والدراسات العلمية الموثوقة، وجرى السماح بتطعيم الأطفال بداية من عمر 12 عاما، حيث جرى تلقيح نحو 160 ألف طفل في الفئة العمرية من 12 إلى 15 سنة بالجرعة الأولى من اللقاح، كما حصل ما يزيد عن 60 ألفا على الجرعة الثانية بنفس الفئة العمرية".
وبالنسبة للفئة الفئة العمرية من 15 إلى 18 سنة، حصل ما يزيد عن مليون شخص على الجرعة الأولى، فيما وصل عدد من حصلوا على الجرعة الثانية إلى نحو 440 ألف شخص، وفق المصدر.
وأكد المسؤول المصري أن اللقاح "ساهم في خفض معدل دخول المرضى إلى المستشفيات، إذ أنه في انتشار متحور أوميكرون وما تشهده البلاد من زيادة في عدد الإصابات، بلغت نسبة الإشغال بالأسرة الداخلية للمستشفيات نحو 11 في المئة فقط".