يجري الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون، الإثنين، زيارة إلى القاهرة، هي المحطة الخارجية الثالثة له منذ توليه منصبه، تشمل ملفات اقتصادية وسياسية واستراتيجية.
ووفق بيان للرئاسة الجزائرية: "يشرع الرئيس عبد المجيد تبون في زيارة عمل وأخوة إلى جمهورية مصر العربية الشقيقة، تدوم يومين، ابتداءً من الإثنين 24 يناير 2022".
وتشهد العلاقات المصرية الجزائرية تناميًا ملحوظًا منذ تولي الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، منصبه، حيث كانت الجزائر أول زيارة للرئيس المصري إلى خارج البلاد بعد اعتلائه سدة الحكم في يوليو 2014، وفي يناير 2020، التقى الرئيسان على هامش مشاركتهما في مؤتمر برلين حول الأزمة الليبية.
4 ملفات رئيسية
الأكاديمي المختص بالشأن الدولي، طارق فهمي، قال إن الزيارة تتناول قضايا استراتيجية تشمل 4 ملفات بارزة هي "القمة العربية" و"الأزمة الليبية" و"الحوار الفلسطيني" و"العلاقات الثنائية"، إضافة إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية.
وأضاف فهمي، لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن الجزائر تلعب دورًا كبيرًا في الملف الفلسطيني، حيث تستضيف الفصائل الفلسطينية للاستماع إلى مواقفهم قبل بحث إمكانية إطلاق مبادرة لتحقيق المصالحة.
وأوضح أن الرئيس الجزائري، في زيارته للقاهرة، يريد أن يستفيد من خبرة مصر في الملف الفلسطيني، فيما سيكون الملف الثاني هو القمة العربية، فهناك ارتباك حول الحدث، حيث تأجلت مرات عدة رغم أن موعدها الدوري هو نهاية مارس المقبل.
وأشار إلى أن الجزائر تريد إنجاح القمة عبر ملفين هما "فلسطين" و"عودة سوريا" إلى الجامعة العربية، فدونهما ستنعقد القمة وتنتهي دون أي تأثيرات، ومصر داعمة لعودة دمشق لموقعها بالجامعة العربية، لافتًا إلى أنه لا توجد أزمة في عقد القمة، حيث إنه يمكن انعقادها في الجزائر أو دولة المقر؛ لكن الهدف هو إنجاحها، ولإنجاحها ستكون هناك تشاورات مع الدولة الكبرى في المنطقة وهي مصر.
ونوه بأن الملف الثالث هو الأزمة الليبية، وستكون هناك مشاورات حول "رؤية القاهرة للمرحلة المقبلة في ليبيا" وبحث موقف الجزائر وتونس حول الأزمة، خاصة في ظل آلية دول الجوار (مصر الجزائر تونس).
فيما سيكون الملف الرابع، وفق فهمي، العلاقات الثنائية وزيادة العلاقات الاقتصادية، حيث تعرض الجزائر فرصًا استثمارية جيدة وتعاونًا مشتركًا، وكانت هناك مباحثات حول التعاون في مجال الغاز.
زيارة استباقية
والأسبوع الماضي، أجرى وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة زيارة إلى القاهرة التقى خلالها نظيره المصري سامح شكري، حيث تناولا عددًا من الملفات ذات الاهتمام المشترك، تصدرها ملف القمة العربية المزمع عقدها في الجزائر.
وكشفت وزارة الخارجية الجزائرية، في بيان، أن المباحثات بين شكري ولعمامرة "تركزت حول علاقات الأخوة والتعاون التي تربط بين البلدين والشعبين الشقيقين، إلى جانب مستجدات الأوضاع على الساحتين العربية والأفريقية".
واستعرض الوزيران "مختلف مجالات وآليات التعاون الثنائي وآفاق توطيدها، في إطار تجسيد التوجهات الاستراتيجية والمراحل العملية التي وضعها رئيسا البلدين".
وأكد وزيرا خارجية الجزائر ومصر "استعدادهما للعمل معًا لتحقيق نجاح القمة العربية بالجزائر"، كما تباحثا "حول آخر تطورات الأزمة الليبية وآفاق تفعيل الحل السياسي لإنهاء التدخلات الخارجية في هذا البلد الشقيق".
وكان للوضعين الأمني والسياسي بالقارة الإفريقية نصيب كبير من المباحثات بين وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة والمصري سامح شكري، إذ اتفق الوزيران على "أهمية التنسيق بين وفدي البلدين داخل المنظمة القارية وفي مختلف هياكلها لدعم الحلول السلمية للأزمات، وفق مقاربة تكرس مبدأ الحلول الأفريقية لمشاكل القارة السمراء".
كما سلَّم لعمامرة رسالة خطية إلى الرئيس المصري من نظيره الجزائري عبد المجيد تبون، استعرضت مجمل العلاقات الثنائية التاريخية القائمة بين البلدين.
وخلال اللقاء، أعرب السيسي عن تطلعه للقاء نظيره الجزائري، ومواصلة تعميق الشراكة الاستراتيجية الجزائرية-المصرية بما يحقق تطلعات الشعبين الشقيقين ويعزز دور البلدين البناء على الساحة الدولية.
كما التقى الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبوالغيط، لبحث استعدادات الجزائر لاستضافة القمة العربية خلال العام الجاري، بالإضافة إلى قضايا المنطقة العربية