كشفت لجنة حقوقية في اليمن انتهاكات وسجلا داميا لميليشيات الحوثي خلال عام 2021 بمحافظة الجوف (شمال)، وسط مطالب بفضح جرائمها أمام المجتمع الدولي وإعادة تصنيفها جماعة إرهابية.
جاء ذلك في تقرير أطلقته لجنة "الحقوق والإعلام" الحكومية بمحافظة الجوف، حول انتهاكات الميليشيات وأوضاع حقوق الإنسان بالمحافظة خلال العام الماضي.
36 ألف انتهاك
وبحسب التقرير، فقد بلغ إجمالي الجرائم والانتهاكات الحوثية الفردية والجماعية ضد المواطنين في محافظة الجوف 36 ألفًا و153 انتهاكًا.
وتنوعت الانتهاكات بين قتل واعتداءات وتعذيب واعتقالات ونهب للمساعدات الإنسانية وتجنيد الأطفال من المدارس واقتحام ونهب المؤسسات العامة والخاصة.
وبلغت حالات القتل 51 حالة خارج نطاق القانون استهدفت حياة المدنيين، منها 10 حالات قتل مباشرة و11 حالة قتل بالمقذوفات الصاروخية و20 حالة قتل بالألغام والمتفجرات والعبوات الناسفة شملت 8 نساء و9 أطفال، في انتهاك صارخ لحقوق الإنسان الذي كفلته كل الشرائع والقوانين.
خطف ونهب
وحول عمليات الخطف والإخفاء القسري والتعذيب؛ سجل الفريق 59 حالة تنوعت بين 39 حالة اختطاف و12 حالة اختفاء قسري، كما تم رصد 8 حالات تعرضوا للتعذيب الوحشي في سجون الميليشيات الحوثية.
كما جرى توثيق 87 حالة اقتحام ونهب للأموال والممتلكات العامة، شملت المنشآت العامة بين مدارس حكومية ومدارس القرآن الكريم ومعاهد تعليمية ومعاهد تدريب، إضافة إلى 156 حالة اقتحام ونهب للأموال والممتلكات الخاصة.
تجنيد الأطفال
وعن تجنيد الأطفال، كشفت اللجنة أن حالات انتهاكات الطفولة بلغت 201 حالة، منها 126 طفلًا تم تجنيدهم دون السن القانونية، و75 حالة تدريب واستخدام في الأعمال العسكرية.
ومن خلال الإحصائيات، فقد زرعت ميليشيا الحوثي أعدادًا هائلة من الألغام والعبوات الناسفة تضرر منها 42 مواطنًا.
وسجل الفريق الراصد 350 فعالية ونشاطًا ثقافيًا لطمس الهوية الوطنية، تنوعت بين تحريف المنهج الدراسي، وإجبار الموظفين والطلاب والمدرسين على المشاركة في الفعاليات الطائفية التي تدعو إلى حضورها جماعة الحوثي، قسرًا وتحت التهديد واستغلال المساعدات الغذائية في التحشيد وأعمال العنف.
وأشار التقرير إلى أن انتهاكات الحوثي دفعت 5903 أُسر إلى النزوح بسبب الصراع المسلح.
أبشع الانتهاكات
بدوره، قال وكيل المحافظة، عبدالله الحاشدي، إن ميليشيا الحوثي ارتكبت أبشع أشكال الانتهاكات بحق أبناء الجوف حتى المساعدات الإغاثية نهبتها.
ودعا المنظمات الحقوقية والمهتمين بحقوق الإنسان إلى مناصرة قضايا الانتهاكات التي تطال المواطنين في المحافظة.
وأشار إلى الانتهاكات التي طالت قطاع التعليم من اقتحام ونهب للمنشآت التعليمية وتحويل المدارس لثكنات عسكرية، بالإضافة لملاحقة المعلمين واستخدام المدارس للفعاليات الطائفية.
صمت المجتمع الدولي
الكاتب اليمني، راجح الشيباني، قال إن صمت المجتمع الدولي على انتهاكات ميليشيا الحوثي على مدار نحو 8 سنوات "شجّع الميليشيا على التمادي في إجرامها بحق الشعب اليمني وحتى دول الجوار".
وأضاف الشيباني، في تصريحات لـ"سكاي نيوز عربية"، أن الإدارة الأميركية بقيادة جو بايدن تتحمل جزءًا كبيرًا من المسؤولية، "فبعدما كُنا نتوقع نهاية وشيكة للحوثي بعد قرار الرئيس السابق دونالد ترامب بتصنيفها إرهابية أعادها بايدن للحياة من جديد، واعتبرها كيانًا يستحق أن يدخل معه في مفاوضات".
وأشار إلى أن القرار الأميركي كان بمثابة ضوء أخضر للمليشيا لترويع اليمنيين عبر قتل وخطف وتعذيب حتى النساء والأطفال لم تسلم من انتهاكاتهم.
ولفت إلى أن استهداف الميليشيات الحوثية للعملية التعليمية لم يتوقف عند المعلمين والتربويين؛ لكنه وصل إلى الطلاب وتفجير وإحراق المدارس بصورة متعمدة؛ بهدف تحويلها إلى معسكرات ومخازن للأسلحة.
وأوضح أن ما يحدث في الجوف يحدث في جميع المحافظات التي ترزح تحت وطأة الانقلاب الحوثي، فأغلبية محافظات الشمال تعيش أسوأ انتهاكات حقوق الإنسان.
وأكد أهمية تسليط الضوء على الانتهاكات والجرائم الحوثية؛ ومن ثم ضرورة وجود ضغط دولي لإعادة تصنيف الحوثيجماعة إرهابية، ومن ثم تجفيف منابع تمويلها.