كشفت مصادر عسكرية عن استئناف عملية مغادرة المرتزقة السوريين للأراضي الليبية بعد أن توقفت خلال الأسبوعين الماضيين، في خطوة إيجابية داخل الملف الأكثر ضراوة في أزمة البلاد بحسب الخبراء والمحللين.
ومن المقرر أن يغادر ما يقرب من 150 من المرتزقة، الخميس، الأراضي الليبية التي يوجد عليها نحو 7 آلاف مرتزق.
ويعد ملف المرتزقة من أكثر الملفات خطورة فيالأزمة الليبية، حيث نجحت اللجنة العسكرية 5+5 خلال الأشهر الماضية من قطع أشواط كبيرة في ذلك الملف بخلاف مجهوداتها نحو توحيد المؤسسة العسكرية.
مغادرة المرتزقة
الأسبوع الأول من يناير الجاري، قالت وزارة الخارجية الفرنسية أن 300 من المرتزقة الأجانب غادروا ليبيا، مشيدة ببدء انسحاب مرحلي لألوف من القوات الأجنبية التي قاتلت على جبهتي الصراع في الدولة التي يمزقها الصراع.
وأكد الأكاديمي الليبي محمد الهلاوي، أن مسار اللجنة العسكرية 5+5، هو المسار الوحيد الذي حقق نجاحا في الملفات التي أوكلت إليه الفترة الماضية، وظهر ذلك جليا في العديد من المواقف على الأرض.
وأوضح الأكاديمي الليبي لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن التقدم في المسار العسكري من شأنه أن يساهم في حل أزمة البلاد الحالية، فخروج المرتزقة سيساعد في فرض الأمن وممارسة الديمقراطية الحقيقة بدون ترهيب سلاح الميليشيات والمرتزقة.
وأضاف الهلاوي، أن الشارع الليبي يدرك جيدا أن توحيد المؤسسة العسكرية هو بداية الحل الحقيقي والفعلي للأزمة، فالشارع يريد أن تنتهي عملية حصار المؤسسات وسحب السلاح من الميليشيات وتأمين الحدود وبسط الأمن في جميع ربوع البلاد.
توحيد المؤسسة العسكرية
ملف أخر حققت فيه اللجنة العسكرية خطوات ناجحة خلال الفترة القليلة الماضية، فالأسبوع الماضي شهدت مدينة سرت، اللقاء الثاني الذي جمع أعلى القيادات العسكرية بالغرب والشرق.
لقاء أدى إلى إيجاد حالة من الارتياح في الصفوف الليبية، في ظل الضبابية التي يعيشها الشارع إثر تأجيل الانتخابات الرئاسية، هكذا وصف أستاذ العلوم السياسية بجامعة سرت عبد العزيز عقيلة، الاجتماع الأخير الذي عُقد في سرت، بحضور المكلف بمهام القائد العام للجيش الوطني الليبي الفريق أول عبد الرازق الناظوري، ورئيس الأركان في حكومة الوحدة الوطنية الفريق محمد الحداد.
وأكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة سرت لموقع"سكاي نيوز عربية"، أن نجاح المسار العسكري وتوحيد الجهود نحو بناء تلك المؤسسة سيؤدي إلى قطع شوطًا كبيرًا في حل الأزمة الليبية.
هل تنجح الجهود الداخلية؟
وقال عقيلة إن الخطوات الناجحة في ملف توحيد المؤسسة العسكرية تعود في البداية للخطوات الناجحة للجنة العسكرية المشتركة 5+5 والتي لعب دورا هاما وتهيئة الظروف لذلك اللقاء الذي يعد بين أكبر القيادات العسكرية في الشرق والغرب الليبي.
وأوضح عقيلة، أن اللقاء انعكس إيجابيا على أرض الواقع، حيث تم الفترة الأخيرة التنسيق بين القوات العسكرية في الشرق والغرب من أجل تأمين الطريق الرابط بين الجنوب والوسط كما تم التعاون في تأمين النهر الصناعي ومخزون المياه وتأمين عملية نقل الوقود وغيرها من وسائل الدعم والخدمة بين جميع مناطق التراب الليبي.
كما شهد الأسبوع الجاري بداية عملية في الجنوب الليبي لفرض الأمن وتطهيره من العصابات والميليشيات التي تحاول السيطرة على مقدرات الدولة عن طريق الفوضى.
وأكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة سرت، أن التطور الإيجابي في المسار العسكري سيجبر القوى السياسية على ضرورة التوافق وتغليب مصلحة الوطن، فالمؤسسة العسكرية في جميع الأنظمة السياسية تعد الضامن للعملية الديمقراطية وحماية المؤسسات التي تبنى باختيار الشعب.
وطالب عبد العزيز عقيلة، خلال تصريحاته، بضرورة دعم تلك اللقاءات من أجل حلحلة أزمة البلاد التي تعد نسبة كبيرة منها عسكرية.
ويشهد الشارع الليبي حالة من الغضب العارم نتيجة تأجيل الاستحقاق الانتخابي، في ظل حالة الغموض حول الموعد الجديد للاستحقاق.