تتفاقم أزمة الصراع داخل تنظيم الإخوان يوماً تلو الآخر، لكن يبدو أنها قد وصلت إلى ذروتها بعد تبادل التهديدات بالقتل بين القيادات المتناحرة، بحسب ما أكدت مصادر مطلعة لـ"سكاي نيوز عربية".
وفي التفاصيل قالت المصادر إن رسائل متبادلة بين طرفي الصراع في الإخوان أوردت تهديدات بالاغتيال بعد فشل كافة الجهود في احتواء الأزمة وتمسك كل طرف بمطالبه التي وصفها بأنها "كل شيء أو لا شيء".
التهديدات المتبادلة بين جبهتي القائم بأعمال المرشد إبراهيم منير، والأمين العام السابق محمود حسين أعادت للأذهان تفاصيل الصراع الذي وقع بين قيادات الجماعة في عام 1949 وتهديد عبد الرحمن السندي قائد النظام الخاص باغتيال المرشد الثاني حسن الهضيبي وواقعة اقتحام مكتب الإرشاد من جانب السندي ورجاله.
واستمر الغليان داخل الجماعة وصولا لعام 1952، الذي شهد واقعة الاغتيال الأبرز بعد مقتل القيادي سيد فايز بمتفجرات أرسلها له السندي إلى منزله بعد علم الثاني نية الهضيبي تعينه بدلا منه قائدا للنظام الخاص أو التنظيم المسلح.
فما أشبه الليلة بالبارحة، إذ باتت الأزمة الراهنة المتصاعدة قبل نحو شهرين تسير على درب الماضي، حيث كشفت مصادر لموقع "سكاي نيوز عربية" قيام مرشد الإخوان بتعزيز الحراسة الخاصة على منزله في لندن بعد تلقيه رسالة بتهديده بالقتل من أحد المحسوبين على جبهة محمود حسين.
ويرى الباحث المصري المختص بالإسلام السياسي، عمرو فاروق، أن ثقافة الاغتيالات ليست بعيدة عن جماعة الإخوان، وتاريخها مليء بالحوادث التي لجأت فيها الجبهات المتصارعة للقتل من أجل تصفية الخصوم سواء على المستوى الداخلي أو الصراعات مع القوى السياسية والسلطات.
وفي تصريح لـ"سكاي نيوز عربية"، يقول فاروق إن ثقافة الاغتيال والعمل المسلح ليست بدعة جديدة على جماعة الإخوان، لكنها عرف راسخ ومتبع مع كل من يختلف أو يعارض توجهاتهم، منذ تأسيسها على يد حسن البنا في عشرينات القرن الماضي وحتى اللحظات الراهنة.
وفي قراءته للوضع القائم داخل الجماعة يوضح فاروق أن المرشد يحاول استغلال ملف المخالفات المالية والإدارية التي تورط فيها محمود حسين ومجموعته على مدار السنوات الماضية، لتصفية الخصومة معهم وهو ما يعبر عنه صراحة بيان الإقالة الذي أوضح أن السبب فيها هو اكتشاف مخالفات ووقائع فساد مالية للمجموعة المفصولة.
وحول سيناريوهات المستقبل، يرى فاروق أن المعطيات الحالية تدفع نحو اتجاهين، الأول أن تنفصل مجموعة القيادات التاريخية بقيادة حسين وتلجأ إلى تدشين فرع جديد للجماعة برئاسته، بعيداً عن سيطرة منير وتستغل في ذلك قدرتها على حشد القواعد لتأييده.
وشهدت الجماعة مؤخرا انشقاقات جديدة إثر خلاف جديد محتدم بين القيادات حول الأفكار والأيديولوجيا، والأفكار الخاصة بالتأسيس المرتبطة بحسن البنا أو سيد قطب أو المؤسسين الأوائل، "أصبحت محل جدل بين الفرق المتناحرة، خاصة الأفكار الخاصة باستخدام العنف كوسيلة للتغيير".
ومؤخرا، تم الترويج لما أطلق عليه الصراع الداخلي في التنظيم الإرهابي بين جبهتي إبراهيم منير القائم بأعمال المرشد والمقيم في بريطانيا، وبين محمود حسين القيادي في التنظيم ومجموعته والمقيم في تركيا.
وتم التصدير إعلاميا لحالة من الغليان منذ إعلان القائم بأعمال المرشد العام لجماعة الإخوان، إبراهيم منير، رسميا قرار حل المكتب الإداري لشؤون التنظيم بتركيا، وكذلك مجلس الشورى، في يونيو الماضي، وكذلك تأجيل الانتخابات الداخلية التي كان من المرتقب إجراؤها خلال أسابيع لاختيار أعضاء مجلس الشورى العام، لمدة 6 أشهر.