تشهد مصر تزايدًا تدريجيًا في أعداد إصابات فيروس كورونا منذ بداية العام الجديد، وسط تأكيدات على دخول البلاد إلى الموجة الخامسة من الجائحة.
وأعلنت الحكومة المصرية، في وقت سابق، عن زيادة واضحة في معدلات إصابات فيروس كورونا التي رصدتها معامل وزارة الصحة، وزيادة معدلات سحب الأدوية من الصيدليات.
وبدأ منحنى التصاعد في أعداد الإصابات منذ الأسبوع الأول ليناير الجاري، خاصة منذ يوم 7 يناير الماضي، حين سجلت وزارة الصحة 821 حالة إيجابية، ومن حينها استمرت الأعداد في ارتفاع، وصولًا إلى اكتشاف 1303 حالة إيجابية و26 وفاة، الثلاثاء، مقارنة مع 1232 إصابة و31 وفاة في اليوم السابق.
وبلغ إجمالي مرضى "كوفيد-19" في مصر منذ بداية الجائحة حتى الثلاثاء هو 402611 من ضمنهم 336028 حالة تم شفاؤها و22205 حالات وفاة.
وقال عضو لجنة الفيروسات التنفسية بوزارة التعليم العالي، عادل خطاب، في تصريحات لـ"سكاي نيوز عربية"، إن مصر تشهد حاليًا الموجة الخامسة من كورونا، بعد الانتهاء من الموجة الرابعة خلال شهر ديسمبر الماضي.
وشدد خطاب على ضرورة اتخاذ جميع الإجراءات الاحترازية للحد من انتشار إصابات كورونا، خاصة في ظل متحور "أوميكرون" المعروف بسرعة انتشاره.
واتفق أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة إسلام عنان مع ما ذكره خطاب، مشيرًا إلى أن الموجة الخامسة اندمجت مع الرابعة دون فترة راحة بينهما، وبالتالي هناك زيادة في أعداد الإصابات مع ارتفاع طفيف في الوفيات.
وتوقع عنان أن تنكسر تلك الموجة خلال شهر فبراير المقبل، واصفًا إياها بـ"موجة أوميكرون".
وقال إن الموجة الخامسة تتميز بزيادة معدل الإصابات بنحو 3 أضعاف الموجات الماضية بسبب المتحور الجديد، وكذلك زيادة نسبة دخول المستشفى بالمقارنة بموجة "دلتا" الماضية، وانخفاض الوفيات بشكل كبير، خاصة لمن تلقى اللقاح المضاد لـ"كوفيد-19".
وأضاف: "هذا يؤكد أن لقاحات كورونا تحمي من دخول المستشفيات وتدهور حالات الإصابة والوفاة".
الوضع آمن
من جانبه، أكد مصدر مسؤول بوزارة الصحة المصرية لـ"سكاي نيوز عربية"، أن الوضع داخل المستشفيات "آمن ومستقر حتى الآن رغم زيادة الإصابات".
وشدد المصدر على انخفاض نسب الإشغال بالمستشفيات كافة، التي لم تتجاوز 10 بالمئة من الأسرّة العادية، ولم تتخطَّ كذلك 40 بالمئة من أسرّة العناية المركزة والتنفس الصناعي، مع توافر جميع الأدوية والمستلزمات الطبية ووجود رصيد كافٍ من الأكسجين الطبي.
وتوقع أن تستقبل مصر، خلال الأسبوع الأخير من يناير الجاري، دفعات كبيرة من عدد من الأدوية التي جرى التعاقد عليها لإدراجها ضمن بروتوكول العلاج بما يساعد في السيطرة على الموجة الخامسة من الجائحة.
وسبق أن قال المتحدث باسم وزارة الصحة المصرية حسام عبد الغفار، لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن السلطات الصحية في مصر تعاقدت للحصول على عقارين جديدين بعد ثبوت فاعليتهما في علاج مصابي "كوفيد 19"، فضلًا عن نجاح الشركات المصرية في إنتاج عقار ثالث.
وأوضح عبد الغفار أن مصر ستستورد جرعات تكفي 20 ألف مريض من عقار "باكسلوفيد" الذي أعلنت عنه شركة "فايزر" الأميركية، إلى جانب جرعات تكفي 50 ألفًا من عقار "إيفوشيلد" الذي طورته شركة "أسترازينيكا"، فيما أنتجت شركات مصرية دواء "مولونوبرفير" الذي طورته شركة "ميرك" الأميركية، وسمحت لصانعي الأدوية الآخرين بإنتاجه.
سببان لزيادة الإصابات
بدوره، يرى الخبير بمنظمة الصحة العالمية، واستشاري الأمراض الصدرية أشرف العدوي، أن هناك زيادة بإصابات "كورونا" في الأيام الأخيرة ترجع إلى أسباب عدّة، على رأسها التراخي في تطبيق الإجراءات الاحترازية وعدم التشديد عليها سواءً بمنع التجمعات أو ضرورة ارتداء الكمامات، فضلًا عن عدم تزايد معدل التغطية بالتطعيمات بصورة ملحوظة.
وقال "العدوي"، في تصريحات لـ"سكاي نيوز عربية"، إن مصر لا تزال بحاجة لتلقيح مزيد من المواطنين باللقاحات المضادة لـ"كورونا"، مع ضرورة التوسع في الجرعات التنشيطية لمن مرّ على تطعيمهم أكثر من 6 أشهر من تاريخ الجرعة الثانية.
وشدد على أن متحور "أوميكرون" لن يكون المتحور الأخير للفيروس، مضيفًا أنه طالما كانت للفيروس قدرة على الانتشار، ستظل هناك فرص لتحوره، ولا نعرف طبيعة المتحور الجديد إن كان ضعيفًا أم أشد شراسة.