كشفت دراسة صادرة حديثاً عن المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية عن سيناريوهين متوقعين لأزمة الصراع المحتدم داخل جماعة الإخوان الإرهابية في ضوء احتدام الخلاف بين قياداتها بهدف السيطرة على قيادة التنظيم والتحكم في موارده.
ورأى الباحث المصري المختص بالإسلام السياسي صلاح وهبه أن الجماعة تعيش حاليًا فصلًا يعد هو الأسوأ في تاريخها على المستوى التنظيمي، بعد فشلها في المستوى العام، ومعاناة أفرعها في البلدان العربية من أزمات طاحنة، وانشغال قياداتها بالصراع على المناصب والنفوذ، وهو ما سيكون له أثر سلبي كبير على قواعد الجماعة بشكل عام وكوادرها الشبابية التي تشكل محركًا أساسيًا لنشاطها بشكل خاص.
وفي دراسته المنشورة تحت عنوان: "سيناريوهات الحسم.. كيف سينتهي صراع الأجنحة داخل تنظيم الإخوان؟" قال الباحث المصري إن "شباب الإخوان يرون في مجموعة محمود حسين الفساد المالي والإداري والاستئثار بالمميزات في ظل سوء حالتهم المعيشية في تركيا وغيرها دول الشتات، وأن تدخل “منير” جاء بعد سنوات من هذا الفساد والصمت عنه بسبب الانشغال بأمور التنظيم الدولي وعدم الاكتراث بشأنهم.
وتابع: "بالإضافة إلى أن الخلاف الحالي كشف زيف مبدأ "السمع والطاعة" الذي تراهن عليه الجماعة منذ نشأتها؛ إذ إن قيادات الصف الأول التي من المفترض أن تكون نموذجًا في تنفيذ قواعد الجماعة هي أول من خالفته، وهو الأمر الذي يشير إلى احتمالات قرب انهيار الجماعة وأفول نجمها".
وتوقع وهبه أن تصل الأزمة المحتدمة بالتنظيم إلى سيناريوهين الأول؛ يتمثل في نجاح إبراهيم منير في السيطرة على الخلاف الحالي وإقصاء محمود حسين وجبهته من الجماعة، وبذلك تؤول مقاليد الجماعة الأم إليه بشكل كامل، وسيكون ذلك النجاح بفضل سيطرته على واجهة التنظيم الدولي ومؤسساته الدولية خارج تركيا، فضلاً عن دعم قيادات التنظيم الدولي لـ"منير" وفي مقدمتهم يوسف ندا الذي أكد في تصريحات لعدة مواقع تابع للتنظيم دعمه المطلق لإبراهيم منير، مضيفًا أن “من يحاولون شق صف الجماعة ليسوا إخوانا، وإن كانوا مسلمين”.
والثاني؛ هو انفصال مجموعة الإخوان في تركيا عن التنظيم بقيادة إبراهيم منير، وتنصيب محمود حسين قائمًا بأعمال المرشد العام وانتزاع الصلاحيات من منير، وستحتاج المجموعة حينها إلى حشد قواعدها من أجل تأييد التحركات الجديدة، ولكن من المرجح فشلها في الحشد بسبب رفض القواعد التنظيمية القاطع لمحمود حسين بسبب تورطه في مخالفات مالية وإدارية، وفي هذه الحالة سيكون الأمر مرهونًا بالولاءات الشخصية لقيادات وكوادر الإخوان لطرفي الصراع.
وبعد انكشاف دوره الحقيقي في المنطقة العربية ووجه التنظيم الإرهابي بمقاومة شعبية وحكومية ما أدى لتعرضه لعدة ضربات أفقدته توازنه ووجوده في عدة دول كان يستهدفها بالتفكيك لصالح قوى غربية يعمل التنظيم الإرهابي لصالحها.
وبعد سقوطه في مصر والسودان وتونس والمغرب وحصاره في ليبيا يحاول التنظيم الإرهابي تثبيت قواعده وإعادة بعثها بأشكال جديدة تمهيدا للمرحلة المقبلة.
ومؤخراً، تم الترويج لما أطلق عليه الصراع الداخلي في التنظيم الارهابي بين جبهتي إبراهيم منير القائم بأعمال المرشد والمقيم في بريطانيا، وبين محمود حسين القيادي في التنظيم ومجموعته والمقيم في تركيا.
وتم التصدير إعلاميا لحالة من الغليان منذ إعلان القائم بأعمال المرشد العام لجماعة الإخوان، إبراهيم منير، رسميًا قرار حل المكتب الإداري لشؤون التنظيم بتركيا، وكذلك مجلس شورى القطر، في يونيو الماضي، وكذلك تأجيل الانتخابات الداخلية التي كان من المرتقب إجراؤها خلال أسابيع لاختيار أعضاء مجلس الشورى العام، لمدة ستة أشهر.